• الخميس : 19 - يونيو - 2025
  • الساعة الآن : 07:14 مساءً
training center

تعد الهوية الوطنية الترويجية لأي دولة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها لتعزيز صورتها على الساحة الدولية، حيث تلعب دورًا حيويًا في إبراز تاريخها وثقافتها وطبيعتها الفريدة، وهي تعكس سمعتها والانطباعات الذهنية التي تتبادر إلى أي شخص حولها، فما القصة الفريدة التي تتفرّد بها سلطنة عمان، وكيف نريد أن تُعرف عمان في عيون العالم؟

تزخر سلطنة عمان بتنوع حضاري وثقافي وتاريخي وإنساني وإرث عميق يمتد عبر الأجيال، لذا كان لا بد من صناعة هوية موحدة تعكس ثرائها الاستثنائي، فالهوية الوطنية أكبر من مجرد شعار وإنما هي استراتيجية لإبراز سلطنة عمان في الجانب الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز مكانتها العالمية، تستندُ على قيمنا التي تشكل أساسنا، وتراثنا الذي نحمله بفخر، ومستقبلنا الذي نصنعه بيد واحدة ونشارك في بنائه.

ولتحقيق ذلك أطلقت سلطنة عمان في الثامن من يناير 2025م هويتها الترويجية الموحدة تحت رعاية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانتها الدولية وجذب السياح والمستثمرين، وترسيخ الصور الذهنية الإيجابية عن سلطنة عُمان على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

هوية تعكس رؤية عُمان المستقبلية

اعتمدت سلطنة عمان على نهج تشاركي في اختيار هويتها الترويجية، عبر تصويت شارك فيه المواطنون والمقيمون، وقد حظي شعار "الشراكة" بأعلى نسبة تصويت، ليكون الهوية البصرية الرسمية، وهو يحمل دلالاتٍ عميقة تجمع بين طموحات المستقبل وأصالة الماضي، ويجسد قيم الترابط والانفتاح على العالم.

ويأتي اختيار هذا الشعار منسجماً مع سياسة عُمان الخارجية القائمة على مبدأ الشراكة والثقة في بناء العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية مع مختلف دول العالم، وتأكيداً على موقعها المتميز كحلقة وصل بين الشرق والغرب.

استراتيجية متكاملة

في التاسع من فبراير، شهدت سلطنة عمان إطلاق استراتيجية متكاملة للهوية الترويجية، مع إنشاء مكتب مختص لإدارتها وبرنامج لبناء القدرات الوطنية في هذا المجال، استندت هذه الاستراتيجية إلى دراسات وأبحاث معمقة شملت أكثر من 5500 عينة دولية من سياح ورجال أعمال وأصحاب مواهب، إلى جانب تحليل 3.5 مليون كلمة مفتاحية رقمية باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك للوقوف على الصورة الذهنية لسلطنة عمان في مختلف أنحاء العالم.

كما حرصت الجهات المسؤولة على استطلاع آراء مختلف شرائح المجتمع العُماني من صنّاع قرار وطلاب ومواطنين عبر مجموعات تركيز ومقابلات واستطلاعات ميدانية ورقمية، وذلك لضمان تمثيل الهوية الجديدة للأصالة العُمانية بأبعادها المختلفة.

وأكد صاحب السمو السيد الدكتور فارس بن تركي آل سعيد، عضو الفريق الفني لمشروع الهوية الترويجية لسلطنة عمان على أهمية بناء القدرات الوطنية لضمان استدامتها، كما سيتم قياس أداء الهوية الترويجية باستمرار، حيث سيتم إجراء دراسات سنوية لمتابعة تطور صورة عمان عالميا، ومدى تأثير الاستثمار في الهوية على تحسين المؤشرات الدولية. 

منصات رقمية

وعلى هامش إطلاق استراتيجية متكاملة للهوية الترويجية؛ أُطلق الموقع الإلكتروني الرسمي للهوية الترويجية لسلطنة عُمان، بالإضافة إلى منصة رقمية متكاملة تحمل اسم "صندوق أدوات الهوية الترويجية لسلطنة عُمان"، تتيح للجهات المعنية الوصول المباشر إلى دليل الهوية الترويجية الشامل، إلى جانب مجموعة متنوعة من المحتويات البصرية والأدوات الداعمة للعمل الترويجي.

وتمثل الهوية الترويجية الموحدة انطلاقة جديدة نحو تعزيز مكانة سلطنة عُمان عالمياً، وترسيخ سمعتها بوصفها وجهة جاذبة للاستثمار والسياحة والمواهب، وشريكا موثوقا في المشهد الدولي.