تبذل سلطنة عُمان جهودا كبيرة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك من خلال مساعيها الدائمة في مجال المكافحة والوقاية والعلاج والتأهيل، بالإضافة إلى سن التشريعات القانونية، وتوقيع اتفاقيات مع دول الجوار إلى جانب مشاركة المجتمع الدولي جهوده في الوقاية من آفة المخدرات والمؤثرات العقلية، وقد قدمت سلطنة عمان أدوارا فاعلة في التصدي لها، حيث تعد وبإشادة أممية من الدول التي تمتلك الإمكانات والاستعدادات الكافية لمواجهـة هذه الآفة والحد منها.

واستنادً إلى النظام الأساسي للدولة الذي يأتي على رأس التشريعات الضامنة لأمن المواطن والمجتمع، تضع الحكومة هذه القضية في عين الاعتبار وصميم الاهتمام من خلال تحديث منظومة القوانين والتشريعات المنظمة وفق مقتضيات الحال، كان آخرها صدور المرسوم السلطاني السامي رقم 24/ 2023، والذي جاء في مادته رقم 5 بقرار إعادة تسمية اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، ورفع مستواها لتتبع مجلس الأمن الوطني.

- اقتـراح السياسـة الوطنيـة العامـة فـي مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية

- وضـع خطـــط الوقايـة والعلاج فـي مجـال مكافحة الاستعمال غير المشروع للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية ومتابعة تنفـيذها.

- اقتراح مشروعات القوانين واللوائح والقرارات المتعلقة بالمخدرات والمؤثـرات العقلية.

- تنسيق التعاون بين مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية فـي مجال المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.

-إجراء الدراسـات والبحـوث العلمـيـة والميدانيـة فـي مجال المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.

- تبـادل الخبـرات والتجارب الإقليميـة والدوليـة فـي مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.

وفي ذات الإطار تأتي الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية 2023 - 2028م التي حددت السياسات والبرامج والأنشطة التنظيمية التي ينبغي العمل عليها في المرحلة القادمة لمواجهة تحديات العصر في مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، وتعزيز إمكانيات الشباب للتصدي لهذه الآفات، وتطوير القدرات البشرية في الوقاية، والتوعية من أجل مجتمع آمن خالٍ من المخدرات، ووضع برامج متخصصة هادفة في العلاج والتأهيل وإعادة الدمج.

وتعد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بمثابة خريطة طريق تهدف إلى تحقيق رؤيتها الطموحة ورسالتها في إيجاد مجتمع آمن من خطر المخدرات والمؤثرات العقلية عبر تمكين الجهات المختصة في المجالات المتعلقة بالمكافحة الأمنية والبرامج والمشاريع الوقائية والعلاجية والتأهيلية، وتطوير القدرات الوطنية ودعم الدراسات والبحوث في هذا المجال.

وفي مجال سياسة خفض الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية تتبنى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية 2023 - 2028م ثلاثة برامج أساسية:

وإلى جانب أدوار اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، تبذل مختلف مؤسسات الدولة جهودا كبيرة للحد من هذه الآفة الخطيرة إلى جانب نشر الوعي بين أفراد المجتمع والتحذير من أضرارها السلبية الناتجة عن تعاطيها، سواء الصحية، أو الاجتماعية، أو الأمنية، أو الاقتصادية، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي وقائي رافض لتعاطي المخدرات، من خلال تحقيق التناغم والانسجام وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية وتمكين المجتمع من المشاركة في مكافحته.

تولي شرطة عُمان السلطانية ممثلة في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية اهتمامًا كبيرًا للتصدي لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، متخذةً عددًا من الإجراءات الأمنية اللازمة للقيام بعمليات استباقية لمنع دخـول المـواد المخدرة وتهريبها إلى سلطنة عُمان، وتتمثـل فـي اتباع أحـدث الوسائل والأساليب واستخدام التقنيات الحديثة في عمليات التتبع والرصد وضبط المهربين والكميات المهربة.

وتمتلك شرطة عمان السلطانية الإمكانات الكافية لمواجهـة جـرائم التهريـب مـن خلال مـا تقـوم بـه تشكيلات شرطة عُمان السلطانية والتشكيلات الأخرى المساندة للإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بقيادة شرطة خفر السواحل وبالتنسيق مع الأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى ما كان له الدور الكبير في ضبط عدد كبير من جرائم التهريب.

يبذل الادعاء العام متمثلا بإدارة قضايا المخدرات مهام مضنية في سبيل التعامل مع قضايا المخدرات وحالات التعاطي والإدمان، إلى جانب التنسيق الدائم بين الادعاء العام والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية.

تقوم وزارة الصحة بجهود كبيرة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، خاصة على مستويات العلاج والتأهيل، حيث يعد مستشفى المسرة من أكبر المستشفيات في ولاية العامرات بمحافظة مسقط من حيث السعة الاستيعابية لتقديم العلاج الطبي لمدمني المخدرات، ومن حيث التأهيل النفسي والاجتماعي والمهني يأتي مركز تعافي العامرات إلى جانب 16 عيادة نفسية متخصصة في مختلف محافظات السلطنة ، وسوف يتم إفتتاح عدة مراكز علاجية وتأهيلية متخصصة في علاج مرضى الإدمان خلال عام ٢٠٢٥ منها مركز التعافي بمسقط ومركز التعافي بصحار ، وتوجد خطة لإنشاء مركز أخر في محافظة ظفار.

كما توجد عدد من المؤسسات الصحية الخاصة المرخصة لعلاج مرضى الادمان على المخدرات وتأهيلهم مثل مستشفى الأمل بولاية الرستاق ومركز شروق الأمل بولاية السيب وبيت الأمل العالمي بولاية بركاء

وعلى مستوى التوعية والتدريب فإن الجهود مستمرة طوال شهور السنة وذلك حسب الخطط السنوية المعتمدة من قبل لجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، وتقوم اللجنة بدور مهم وفاعل في تعزيز الوعي بمخاطر المخدرات من خلال حملات توعوية تثقيفية تستهدف الجمهور المحلي وخاصة الشباب، وذلك من خلال تنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية في المدارس والجامعات والمجتمعات المحلية، لنشر المعرفة حول المخاطر الصحية والاجتماعية لتعاطي المخدرات.

وتعد اﻟﻤﺴـــﺎﺑﻘﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴـــﺔ للحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية أحد البرامج الوقائية المعتمدة منذ عام ٢٠١٥م ﻓـــي ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺤﺎﻓﻈـــﺎت اﻟﺴـــﻠﻄﻨﺔ والتي تهدف إلى إﺷـــﺮاك اﻟﻤﺠﺘﻤـــﻊ ﻓـــﻲ إﻳﺠـــﺎد اﻟﺤﻠـــﻮل وﺗﺒﻨﻲ ﻣﺸـــﺎرﻳﻊ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴـــﺔ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﺸـــﻲ ﻣﺸـــﻜﻠﺔ اﻟﻤﺨـــﺪرات ﻓـــﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وقد تم مشاركة ٢٨ ولاية بعدد من المشاريع والمبادرات الوقائية في برنامج المسابقة المجتمعية عام ٢٠٢٤م.

تقوم وزارة التنمية الاجتماعية بالإشراف على تنفيذ البرنامج الوطني لإعادة التأهيل الاجتماعي للمتعافين من إدمان المخدرات وأسرهم (تكيّف) بالشراكة مع لجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، حيث يهدف البرنامج إلى تقديم خدمات الرعاية اللاحقة للمتعافين من الإدمان، بهدف مساعدة المتعافين للإندماج في المجتمع من خلال ما يقدم لهم من برامج إرشادية متنوعة تساعدهم وتدعمهم على التكيف في محيطهم الاجتماعي والأسري.

تقوم وزارة اﻟﺘﺮﺑﻴـــﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴـــﻢ بالشراكة مع لجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بالإشراف على تنفيذ ﺑﺮﻧﺎﻣـــﺞ «ﻓﻮاﺻـــﻞ» ااﻟـــﺬي ﻳﻬـــﺪف إﻟـــﻰ وﻗﺎﻳـــﺔ ﻃﻠﺒـــﺔ اﻟﻤـــﺪارس ﻣـــﻦ اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺆﺛـــﺮات اﻟﻌﻘﻠﻴـــﺔ ﻓﻲ جميع محافظات السلطنة ، وﻫﻮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ دوﻟﻲ ﺗﻢ ﻣﺆاﻣﺘﻪ ﻣـــﻊ اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻴﻨﺘﻮر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ لرﻓﻊ ﻣﺴـــﺘﻮى اﻟﻮﻋﻲ ﻟﺪى اﻟﻄلبة ﺑﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟﻤﺨـــﺪرات وﺗﺤﺼﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﻗـــﻮع ﻓﻴﻬﺎ و ﺗﻨﻤﻴـــﺔ ﻗﺪراﺗﻬﻢ اﻟﺸـــﺨﺼﻴﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻬﺎراﺗﻬـــﻢ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻣـــﻦ خلال ﻣﻨﻬـــﺎج ﺗﻄﺒﻴﻘﻲ وﺗﻔﺎﻋﻠـــﻲ ﻣﻮﺟـــﻪ إﻟـــﻰ اﻟﻄﻠﺒﺔ وأوﻟﻴـــﺎء اﻣﻮرهم .

تلعب وزراة الإعلام عبر أذرعها المختلفة دورًا هامًا وفعالا في مكافحة المخدرات من خلال نشر الوعي، وتوعية المجتمع لدعم الجهود الوطنية لمكافحة المخدرات عبر مختلف أذرعها (التلفاز، الإذاعة، الصحافة، المواقع الإلكترونية، وسائل التواصل الاجتماعي)، وذلك من خلال إنتاج مواد إعلامية توعوية متنوعة وتنظم فعاليات وندوات توعوية بالتعاون مع الجهات المعنية ونشر معلومات حول طرق الوقاية من المخدرات، مثل: تنمية مهارات الحياة، وتقوية العلاقات الأسرية، وتعزيز القيم الإيجابية لدى الشباب، كما تسلط وزارة الإعلام الضوء على دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في الوقاية من المخدرات إلى جانب دعم الجهود الوطنية لمكافحة المخدرات من خلال التعاون مع الجهات المعنية (شرطة عمان السلطانية، وزارة الصحة، اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات) في تنفيذ الخطط والبرامج الوطنية لمكافحة المخدرات.