• الخميس : 20 - مارس - 2025
  • الساعة الآن : 02:22 مساءً

تمتلك المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إمكانات واسعة لاستقطاب استثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتعد إحدى المناطق الخاضعة لإشراف الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة وفقا للمرسوم السلطاني رقم (105/ 2020) بإنشاء الهيئة. حيث تبلغ مساحتها 2000 كيلومتر مربع وهو ما يؤهلها لمواكبة طلبات المستثمرين الراغبين في الحصول على أراضٍ كبيرة نسبيا لتنفيذ مشاريعهم الاستثمارية.

إن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أصبحت محركا تنمويا في محافظة الوسطى، ومركزا إقليميا للطاقة المتجددة والمواد الهيدروكربونية والخدمات اللوجستية، وقاعدة للصناعات التصديرية، ومركزا للصناعات السمكية، ومقصدا لسياحة الأعمال. وتوجد بولاية الدقم وولايات محافظة الوسطى الأخرى العديد من المعادن التي يمكن استغلالها لإقامة مشاريع صناعية، الأمر الذي يؤهل المنطقة لتصبح قاعدة صناعية متكاملة لصناعات تحويلية تقوم على الخامات الطبيعية التي تتوافر في المحافظة.

إن احتضان محافظة الوسطى لهذه المنطقة حقق مفهوم التوازن في مسار التنمية في السلطنة، وأصبحت المحافظة من خلال المنطقة الاقتصادية وجهة للمستثمرين، أفرزت حراكًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياحيًّا في مختلف ولايات المحافظة ودفعت بعجلة التنمية في شتى المجالات.

ويعد ميناء الدقم من أهم محركات المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وأحد المشروعات الاستراتيجية التي تنفذها سلطنة عمان لدعم الاقتصاد الوطني وتنشيط الحركة الاقتصادية، ويتمتع الميناء ببنية أساسية متطورة، إذ يبلغ إجمالي أطوال كاسرَي الأمواج حوالي 8.7 كم فيما يصل عمق حوض الميناء إلى 18 مترا وقناة الدخول إلى 19 مترا ما يؤهله لمناولة سفن الحاويات العملاقة. ويتألف الميناء من 3 أرصفة رئيسة هي: الرصيف التجاري، الرصيف الحكومي، ورصيف المواد السائلة والسائبة (الرصيف النفطي).

بالإضافة إلى ذلك يوجد مجمع الحوض الجاف لخدمات إصلاح السفن وصيانتها وهو أكبر ساحة وأحدثها في الوطن العربي، حيث إنه يستقبل السفن متعددة الأحجام والأنواع، ويستطيع تقديم الخدمة لسفن تبلغ حمولتها 600 ألف طن، ويشتمل على رصيف بطول 2800 متر وورش صناعية وساحات مهيأة بمساحة 453 ألف متر مربع.

وبافتتاح مشروع مصفاة الدقم العملاق وتشغيله، الذي أتى نتاج شراكة استراتيجية بين مجموعة شركة أوكيو العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية، وبحجم استثمار يبلغ 9 مليارات دولار أمريكي. ستعمل المصفاة على رفع إجمالي الطاقة التكريرية لسلطنة عُمان إلى ما يزيد على 500 ألف برميل يوميًا، حيث إنها تتصدر المشهد نظرا لاعتمادها على الابتكار وتوظيف أحدث التقنيات في القطاع، منها وحدات التكسير والتفحيم الهيدروكربونية الحديثة. حيث إنها تعمل على تحويل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إلى مركز صناعي واقتصادي حيوي، مستفيدة من مقومات تنافسية قوية كموقعها الاستراتيجي في مجال النقل البحري، فهي تقع على الساحل الشرقي لسلطنة عمان، مما يجعلها مركزًا رئيسيًا لتصدير المنتجات النفطية إلى الأسواق العالمية، وقدراتها التكريرية ومنتجاتها المتنوعة من المشتقات البترولية، كغاز البترول المسال، والنافثا والديزل والكيروسين ووقود الطائرات، وفحم البترول بالإضافة إلى الكبريت.

وتعمل مصفاة الدقم على تنفيذ توجيهات الحكومة العمانية للقضاء على الحرق التقليدي للغاز بحلول عام 2030، حيث ضُمن تصميم المصفاة مساحةً رُكب فيها نظام لاسترداد غاز الشعلة لمكافحة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. والاعتماد على الطاقة الشمسية لتلبية احتياجاتها، وركبت ألواح للطاقة الشمسية على المباني وأعمدة إنارة الطرق لتوليد الطاقة، بقدرة إجمالية تبلغ 3.8 ميجاواط، ولقد بدأ النظام بالعمل بكامل طاقته اعتبارًا من يناير 2023. كما أنشئت مع المصفاة محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي لإعادة تدوير المياه المستهلكة بشكل عام، وذلك بهدف تعزيز الأثر البيئي.

وجرى تشغيل محطة استقبال الغاز الطبيعي بالدقم في الربع الأول من عام 2021 بهدف توفير احتياجات مصفاة الدقم ومشروعات الصناعات الثقيلة والبتروكيماوية المتوقعة من الغاز بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وتعد محطةَ تجميعٍ ومعالجة تضم 4 قاطرات منفصلة يتم فيها معالجة الغاز وتنقيته وتبلغ سعة كل قاطرة 5 ملايين متر مكعب يوميا.

ويعد مشروع رأس مركز لتخزين وتصدير النفط الخام، الذي يقع بمحافظة الوسطى من المشروعات الاستراتيجية في سلطنة عمان، نظرًا لموقعه الذي يتوسط الأسواق العالمية وخصوصا في قارتي آسيا وإفريقيا، وهو جزء من الحزم الرئيسة لمشروع مصفاة الدقم. حيث بُني وفقًا للمعايير الدولية، وتبلغ سعته التخزينيّة نحو 26.7 مليون برميل، ويشتمل المشروع أيضا على بناء المحطة العائمة لاستيراد وتصدير النفط الخام لتتمكن من استقبال أكبر ناقلات النفط في العالم بعمق يصل إلى 42 مترا، وربطها بأربع مضخات رئيسة لدفع النفط الخام إلى منطقة التخزين التي تقع على ارتفاع أكثر من 120 مترًا من مستوى سطح البحر، ويهدف المشروع إلى تخزين جميع أنواع النفط الخام بكميات كبيرة ومزجها، بما يملكه من بنية أساسيّة قادرة على تلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية.

وأسس مصنع كروة لإنتاج الحافلات على عقد الشراكة بين الصندوق العماني للاستثمار، وشركة مواصلات قطر لإقامة مصنع لتجميع الحافلات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث دخل المصنع حيز الإنتاج التجاري في عام 2021، وتتضمن المرحلة الأولى إنتاج (500) حافلة سنويا. وتعد شركة كروة للسيارات مشروعا مشتركا بين دولة قطر ممثلة بشركة النقل الوطنية (مواصلات قطر) بحصة 70%، وسلطنة عُمان التي يمثلها جهاز الاستثمار العُماني بحصة 30%، وتعد شركة «هايجر» الصينية شريكا استراتيجيا في المشروع، والمصنع مجهّز بأحدث التقنيات التكنولوجية ويضم ورش إنتاج مختلفة ومخازن ومحطات كهرباء ومحطة وقود، ومبنى الإدارة ومرافق أخرى.

كما تمكنت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة خلال المرحلة السابقة من توقيع عقد لتطوير جزء من المنطقة الصناعية باسم (المدينة الصناعية الصينية – العمانية)، حيث يعد مصنع الدقم هونج تونج للأنابيب أحد المصانع الاستثمارية الذي بدأ إنتاجه التجاري في عام 2021، وهو متخصص في إنتاج الأنابيب غير المعدنية المصنوعة من مادة لدائن البولي إيثلين المقوى التي تستخدم بشكل رئيس في قطاع النفط والغاز، ويبلغ حجم إنتاجه حوالي 700 كيلومتر سنوياً.