تكتسب محافظة شمال الباطنة أهمية استراتيجية على المستوى المحلي بموقعها الاستراتيجي المطل على بحر عُمان وكونها المحافظة الأعلى في عدد السكان العُمانيين والثانية بإجمالي السكان بعد محافظة مسقط، ويشكل تنوع الأنشطة الاقتصادية بمحافظة شمال الباطنة رافدًا رئيسًا للعملية التنموية بالمحافظة بشكل خاص وفي سلطنة عُمان بشكل عام.
وتسعى محافظة شمال الباطنة إلى استثمار حوالي 14 مليون ريال عُماني في مشروعات «أنسنة المدن» والتجديد الحضري لمراكز الولايات التابعة لها وتطوير الواجهات البحرية والمتنزهات والحدائق وتطوير مداخل الولايات وغيرها.
وتشهد ولايات محافظة شمال الباطنة تنفيذ عدة مشروعات تنموية وخدمية ضمن برنامج تنمية المحافظات، حيث سيتم في ولاية شناص تنفيذ مشروع إعادة تطوير مركز المدينة، ومشروع التنمية السياحية الساحلية، ويعد المشروع مخططًا للتجديد الحضري لمركز الولاية وإقامة متنزه سياحي ترفيهي بيئي يعتمد على وجود أشجار «القرم» ونواة تتمثل في «متنزه القرم» ثم الربط بينهما.
أما في ولاية لوى فيتم تنفيذ مشروع مدينة «الطيب» يتضمن إنشاء متنزه طولي، وتمتد أعمال تطوير المتنزه بطول 5 كيلومترات بشكل محاذٍ للحافة الشمالية من مخطط المدينة وهو وجهة مبتكرة استثنائية لاتباع نمط حياة صحي مستدام بالأنشطة الرياضية والترفيهية والثقافية، وينتهي الممشى بمنطقة مرتفعة وذات إطلالة ليصبح وجهة عمرانية متكاملة الخدمات والمرافق لنمط الحياة العصرية.
وفي ولاية صحار سينفذ مشروع التطوير البيئي لمنطقة «عين صهبان» وتهيئتها لأغراض السياحة البيئية بما يدعم مبدأ التنمية المستدامة، وتنفيذ مشروع تطوير منطقة «سوق وادي حيبي» لتحسين نمط المحال التجارية ورفع كفاءتها، وإنشاء محطة الحافلات المدرسية، وإنشاء مبنى مكتب والي صحار وتطوير ساحة القلعة، ومشروع دراسة استشارية لتطوير الواجهة البحرية بالمنطقة الساحلية الواقعة بين «مجز الكبرى» و«العوينات» ليتضمن عدة مرافق، منها فنادق ومجمع تجاري ومقاهٍ ونادٍ للرياضة البحرية والألعاب المائية وغيرها. وفي ولاية صحم سيجري تطوير حديقة صحم العامة وإعادة تهيئتها لتضم أنشطة ترفيهية متنوعة تراعي احتياجات كافة فئات المجتمع وجذب استثمارات جديدة.
وفي ولاية الخابورة تنفذ أعمال التطوير والتجميل لمدخل الولاية وإنشاء مسارٍ مستدام يمتد من دوار الخابورة غربًا بطول 3.8 كيلومتر إلى نادي الخابورة على جانبي الطريق، ومشروع تطوير ضفاف الخور الواقع بين «قصبية الزعاب» و«قصبية الحواسنة»، وفي السويق هناك مشروع تطوير سوق السويق القديم، حيث يتم تصميم وتنفيذ أعمال تطوير وتجديد حضري للمركز الحالي للولاية وتضم المنطقة المقترح تطويرها حصن السويق وما حوله.
وتعد سدود الحماية والتغذية الجوفية أبرز المشروعات التنموية في المحافظة، لمساهمتها في الحماية من تأثيرات الأنواء المناخية وتعزيز المخزون الجوفي للمياه، وفي المحافظة 10 سدود متوزعة على ولايات صحم وصحار والخابورة، ويجري العمل حاليًّا على إنشاء سد وادي الزهيمي بولاية لوى بحسب المرسوم السلطاني رقم 22/ 2023 بتقرير صفة المنفعة العامة لمشروع إنشاء السد، كما تعمل المحافظة وبالشراكة مع المجتمع المحلي على إنشاء عدد من السدود ذات الحجم الصغير في المحافظة.
وفيما يتعلق بمشروعات المسؤولية المجتمعية في محافظة شمال الباطنة، فقد وقعت مؤسسة «جسور» على عدد من الاتفاقيات في هذا المجال بتكلفة بلغت 3 ملايين و260 ألف ريال عُماني تمثلت في إنشاء وحدة غسيل الكلى بمجمع صحار الصحي وإنشاء حديقة السويق، ومشروع سوق لوى للأسماك والخضروات والفواكه على مساحة 4303 أمتار مربعة بتكلفة مليون ريال عُماني، ويضم المشروع مبنيين، الأول لسوق الأسماك، والثاني لسوق الخضار والفواكه الذي يشمل 46 محلًا لبيع الفواكه والخضروات واللحوم، وشملت هذه الاتفاقيات إنشاء المبنى الاستثماري لنادي السويق الرياضي بتكلفة 200 ألف ريال عُماني وعلى مساحة 1092 مترًا مربعًا، وبرنامج جسور لتعزيز قدرات الشباب «صَنعة» وهو برنامج تدريبي متخصص للتصميم ثلاثي الأبعاد والرسوم المتحركة.
وتحظى محافظة شمال الباطنة باهتمام في التعليم على اختلاف مؤسساته ومراحله التعليمية، حيث تشهد المحافظة إنشاء 6 مدارس جديدة لمختلف المراحل التعليمية، بتكلفة 11.3 مليون ريال عُماني، وفق مواصفات ومرافق متكاملة تخدم العملية التعليمية في كل مرحلة دراسية، بنسبة إنجاز في بعضها تجاوزت الـ90 بالمائة.
وفي القطاع الصحي، هناك مشروع مستشفى السويق الذي أُنجز بنسبة 100 بالمائة من الأعمال الإنشائية المرتبطة بالهيكل، وأكثر من 50 بالمائة كنسبة إنجاز إجمالية؛ ليكون المستشفى بعد افتتاحه رافدًا صحيًّا لمختلف التخصصات الطبية بالمحافظة، ويتضمن المستشفى العديد من الأقسام والتخصصات، ومنها وحدة العناية المركزة للبالغين، ووحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، ووحدة العناية بالأطفال الخدج، ووحدة غسيل الكلى، وقسم إعادة التأهيل، ووحدة طب الأسنان، ووحدة عناية القلب بالإضافة إلى العديد من الأقسام والعيادات والمرافق الخدمية الأخرى للمستشفى. كما عملت وزارة الصحة على مشروع توسعة مستشفى صحار المرجعي بتكلفة إجمالية بلغت 28 مليون ريال عُماني لترتفع الطاقة الاستيعابية للمستشفى إلى أكثر من 636 سريرًا بزيادة 270 سريرًا، كما وقعت اتفاقية تمويل مع إحدى مؤسسات القطاع الخاص لتمويل إنشاء مبنى مركز التدريب بمستشفى صحار، وشراء أجهزة للأشعة فوق الصوتية للمستشفى ومركز فلج القبائل الصحي بمحافظة شمال الباطنة، بالإضافة إلى أن الوزارة بصدد إنشاء وحدة لغسيل الكلى بمجمع صحي بالخابورة.
وتعمل شبكة الطرق القائمة في الولايات الست التابعة لمحافظة شمال الباطنة وهي «صحار وشناص ولوى وصحم والخابورة والسويق» في ربط هذه الولايات مع بقية محافظات سلطنة عُمان عبر طريق الباطنة السريع. ويجري العمل على إنجاز مشروع الباطنة الساحلي الذي يبدأ من ولاية بركاء وينتهي في خطمة ملاحة بولاية شناص بطول إجمالي يصل إلى 244 كيلومترًا، ما سيسهم في تعزيز الحركة السياحية والنقل داخل المحافظة، وأسند مجلس المناقصات في سبتمبر 2023 الأعمال المرتبطة باستكمال الأجزاء المتبقية من المرحلة الأولى لمشروع طريق الباطنة الساحلي.
وتواصل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تنفيذ أعمال مشروع تنفيذ ازدواجية وصلة لوى بمحافظة شمال الباطنة من دوار لوى على طريق الباطنة إلى تقاطع طريق الباطنة السريع بطول 5.5 كيلومتر، بلغت نسبة إنجازه حوالي 55 بالمائة، كما يجري العمل على تنفيذ مشروع ازدواجية وصلة شناص الرابط بين طريق الباطنة العام وطريق الباطنة السريع، بطول حوالي 5.8 كيلومتر، وبلغت نسبة إنجازه 30 بالمائة، وجرى البدء في تنفيذ أعمال وصلات طرق لربط أربع قرى بولاية شناص بطريق الباطنة السريع بطول إجمالي يصل إلى أكثر من 15 كيلومترًا، وتنفذ الوزارة أيضًا ازدواجية وصلة طريق الخابورة بمحافظة شمال الباطنة تبدأ من تقاطع طريق الباطنة السريع وتنتهي بدوار ولاية الخابورة على طريق الباطنة العام بطول 14.5 كيلومتر وبلغت نسبة إنجازه 50 بالمائة.