تقوم الاستراتيجية الشاملة للتنمية الاقتصادية والتخطيط الشامل لمحافظة مسندم 2040 على تنويع مصادر الدخل ورفع مستوى معيشة الأفراد، وإيجاد تنمية اقتصادية مستدامة في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الحفاظ على المقومات الثقافية والطبيعية التي تزخر بها المحافظة، وتسعى الاستراتيجية إلى تطوير البنية الأساسية والمرافق العامة بالمحافظة، وذلك من خلال تطوير أبرز القطاعات الاقتصادية المتمثلة في القطاع اللوجستي، وقطاع السياحة لتطوير الاقتصاد المحلي، وقطاع الثروة السمكية، ويشمل موانئ الصيد ومشروعات القيمة المضافة والاستزراع السمكي، والتجارة والصناعة كون الاقتصاد محركا أساسيا في التنمية المستدامة.
وبفضل الدعم السّامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- نُفّذ العديد منها ويجري العمل على بعضها وعددها 56 مشروعًا لمختلف الجهات ذات العلاقة وبإشراف من مكتب المحافظ.
وتمثل نسبة المشروعات البلدية التي تمس حياة المجتمع بشكل مباشر النسبة الأكبر بواقع 39 بالمائة، ويأتي في مقدمتها تطوير الواجهات البحرية والحدائق العامة وملاعب الأطفال، بالإضافة إلى خدمات الطرق والإنارة والتطوير الحضري بالمدن والقرى البحرية،تليها المشروعات السياحية بنسبة تصل إلى 24 بالمائة، حيث تتنوع بين المنتجعات والفنادق من فئة (خمس نجوم) وكذلك تطوير الأنشطةالسياحيةاليوميةالتي تكون مقصدًا للسياح،إلى جانب أنشطة المغامرات حيث دُشّن مركز مغامرات عُمان الذي يضم عددًا من المغامرات أهمها السلك الانزلاقي الذي يعد الأطول من نوعه عالميًّا لمروره فوق البحر، بالإضافة إلى أنشطة المغامرات المائية والأنشطة الرياضية الجبلية كالمشي وتسلق الجبال وغيرها.
وتشكل المشروعات التنموية ما نسبته 21 بالمائة من مجمل المشروعات بالمحافظة، وتتمثل في المدارس الحكومية والمستشفيات، ويأتي في مقدمتها مستشفى مدحاء ومستشفى خصب المرجعي، أما بالنسبة للمشروعات الاستراتيجية فتشكل ما نسبته 16 بالمائة، منها مشروع الطريق الرابط بين خصب ودبا، وكذلك مطار مسندم، وإنشاء فرع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسندم إلى جانب الموانئ.
كما تشكل مدينة نحاس الصناعية عامل جذب استثماري في المحافظة، لأن إنشاءها جاء انطلاقًا من الاهتمام السامي لحضرةِ صاحبِ الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لتسريع عجلة التنمية الاقتصادية والصناعية وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وخُصصت لها حوافز وإعفاءات تنافسية لإيجاد فرص عمل وتعزيز القيمة المحلية المضافة ودعم منظومة الأمن الغذائي.
وفيما يتعلق بالتخطيط العمراني فمن أهم المشروعات الجديدة التي يجري العمل عليها مشروع مركز المدينة Down Town في ولاية خصب، ومشروعات التطوير العقاري (صروح)، كما خصصت 3 مواقع لمشروعات التطوير العقاري (الحرف– روبيه- فت).
وعلى الصعيد السياحي وقِعت مذكرة تعاون بين مكتب المحافظ ومجموعة عمران، لإقامة مشروعات سياحية، حيث افتتح مركز المغامرات الذي يحتوي على مشروع السلك الانزلاقي -أحد أهم المشروعات السياحية-، كما يحتوي على ملعب لرياضة البادل، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة المائية التي دُشّنت مؤخرًا، وتعمل مجموعة عمران على تنفيذ عدد من المنتجعات والفنادق السياحية بالمحافظة، وحاز مشروع "خليج أيمس" على أفضل مقترح لمشروع إنمائي.
ويأتي المرسوم السُّلطاني رقم (54/ 2022م) بإنشاء محمية المنتزه الوطني الطبيعي بمحافظة مسندم، تجسيدًا لما تزخر به المحافظة من تنوع جغرافي ثري وبيئة طبيعية ومقومات جاذبة للسياح من مختلف دول العالم.
وتعمل هيئة البيئة حاليًّا بالتعاون مع مكتب المحافظ على وضع المرسوم السُّلطاني السامي موضع التنفيذ بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية لضمان إدارة هذه المحمية الإدارة المثلى وإصدار القواعد المنظمة وفق الأبعاد والحدود التي أقرها المرسوم، ومن خلال المسوحات التي أجرتها الهيئة بالتعاون مع مكتب محافظ مسندم فإن المحمية تبلغ مساحتها (1149.40) كم2، وهي تشمل تسع جزر بحرية، والسواحل والمياه الضحلة البعيدة عن الشاطئ والخيران والخلجان.
وتعد الجزر في محافظة مسندم من أهم المواقع التي لم تتأثر بالتدخلات البشرية، وهي ذات أهمية وطنية وإقليمية، فضلًا عن كونها مناطق آمنة لتعشيش عدة أنواع من الطيور البحرية والبرية، كما أنها تحتوي على مناظر طبيعية خلابة، ويمكن أن تعد متحفًا طبيعيًّا، وتتكون تلك الجزر من صخور جيرية ناتئة وشعاب مرجانية قديمة، حيث يظهر المرجان للعيان وتتضمن منحدرات صخرية شديدة الانحدار، وتحدّ بعض الجزر جروف رملية ضحلة وواسعة ونطاق مرجاني بارز، كما توجد في المنطقة السلاحف الخضراء والشرفاف للتعشيش والتغذية، وكذلك تعد مواقع ذات أهمية عالية لحماية الحياة الفطرية من حيث وفرة الأسماك وتنوع الشعاب المرجانية، وتعد أنشطة الغوص والصيد البحري من أكثر الأنشطة ممارسةً مما يتطلب حسن إدارتها للمحافظة على قيمتها بالنسبة للحياة الفطرية والترفيهية.
ويمكن مشاهدة الثدييات البحرية من مختلف الأنواع في الأخوار البحرية بالمحافظة، ومنها الدولفين ذو الأنف القنيني والأنواع المحلية من الدولفين العادي، وكذلك الدولفين سبنر (الدوار) والحوت الأحدب وغيرها.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات إلى أن ميناء خصب حقق خلال النصف الأول لعام 2023 ارتفاعًا في حجم البضائع المناولة بلغ 81.6 ألف طن بنسبة زيادة بلغت 48.5 بالمائة، كما ارتفعت أعداد السفن التي استقبلها الميناء وبلغت 1480 سفينة بنسبة 31.9 بالمائة خلال النصف الأول من عام 2023 مقارنة بالنصف الأول لعام 2022، حيث شهد الميناء ارتفاعًا في أعداد السفن السياحية واليخوت.
وتتمثل مشروعات الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة مسندم في القطاع السمكي، في ميناء الصيد البحري بولاية دبا، بتكلفة تقدر بحوالي (40) مليون ريال عُماني، ويشتمل على مكونات أساسية لخدمة قطاع الثروة السمكية وتسهيلات للقطاع السياحي والتجاري، بالإضافة إلى مشروع إنشاء سوق الأسماك بميناء الصيد البحري بولاية خصب، وبلغت التكلفة التقديرية له حوالي 3 ملايين ريال عُماني، ومشروع إنشاء كواسر أمواج بولاية بخاء في (غمضاء والجري) ويهدف إلى تطوير وإنشاء تسهيلات لعمليات الإنزال السمكي للصيادين، وبلغت تكلفة المشروع 2.5 مليون ريال عُماني، وبلغت نسبة الإنجاز في المشروع حوالي 50 بالمائة.