• الخميس : 20 - مارس - 2025
  • الساعة الآن : 04:27 مساءً

يعد متحف السيارات السلطانية تحفة فنية فريدة، وإضافة بارزة للمشهد الثقافي والسياحي في سلطنة عمان، يحكي رمزية السيارات السلطانية وارتباطها بالذاكرة العُمانية منذ بداية النهضة المباركة من خلال قصص استخداماتها، إلى جانب إرساء ثقافة الحفاظ والاهتمام بالسيارات الكلاسيكية والنادرة عبر الزمن وإبراز اسم سلطنة عُمان على خارطة المتاحف المتخصصة. 

تأسس متحف السيارات السلطانية بموجب أوامر سامية من السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - ليعكس اهتمامه وشغفه بعالم السيارات، فمنذ بداية السبعينات كان جلالته – طيب الله ثراه- شغوفاً بعالم السيارات والاحتفاظ بالأنواع القديمة والمميزة والنادرة منها، حيث كانت البداية بسيارتين تعودان إلى السلطان سعيد بن تيمور - رحمه الله-، ليتم بعد ذلك تجميع السيارات القديمة للسلطانين الراحلين واقتناء عدد من السيارات الحديثة والنادرة في وقتها، وفي عام ۲۰۱۲م شُيَّد مبنى المتحف ليكون مقراً لعرض السيارات، واقتصرت زيارة المتحف على ضيوف جلالته.

وبناءً على الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم ــ أيّده الله ــ يأتي افتتاح المتحف للعامة من الزوار بهدف تعريف الجمهور بما يحتويه المتحف من ثراء متفرد يضم مختلف أنواع السيارات التي حظيت بالعناية والاهتمام على مدى الأعوام الماضية، وليكون نافذةً يطّلع من خلالها المهتمون بعالم السيارات على جانبٍ مهم من جوانب شغفهم بها، وقد أضيفت بناءً على الأوامر السامية عددٌ من السيارات التي كان يستخدمها جلالته ــ حفظه الله ورعاه ــ والسيارات التي كان يستخدمها السيد طارق بن تيمور - رحمه الله -

يأخذ متحف السيارات السلطانية موقعه في قصر البركة العامر بولاية السيب، في دلالة واضحة على مدى الأهمية الكبيرة التي يحظى بها، والرعاية السامية التي نالها المتحف من السلطان قابوس بن سعيد ــ طيب الله ثراه ــ وكذلك المكانة العالية واستمرار الرعاية الكريمة التي حظي بها المتحف من المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم ــ حفظه الله ورعاه ــ، إذ يمكن للزائرين الذين يحصلون على تذكرة الزيارة بالحجز المسبق الوصول إليه عبر بوابة الصافنات بولاية السيب ، التي خصصت لزوار المتحف، حيث سيُنقل الزوار عبر حافلات مهيأة لذلك، وفقًا لضوابط الزيارة.

يضم المتحف تشكيلة فاخرة من السيارات المتنوعة الفريدة التي تجمع بين القديم الذي ما زال يحافظ على قيمته وبريقه حتى اليوم، والعصري الذي يتسم أيضًا بالكثير من المزايا، وبعضًا من السيارات النادرة المحدودة التصنيع ،كسيارة "رولز رويس فانتوم موديل 1977" المستخدمة في المناسبات، "ورينج روفر 1979"، وعدد من السيارات الكلاسيكية من أنواع "ديملير ماجتيك المصنعة في 1923" وسيارة "مرسيدس 1954 " المشهورة بأبوابها التي تشبه أجنحة النورس ، إلى جانب عدد من السيارات الرياضية التي تتسم بكونها من السيارات الفخمة والسريعة من أنواع "باجاني هوايرا رودستر 2019" والتي تتميز بتصميمها الديناميكي وأدائها القوي وسيارة "تسلا 2017 "وعدد من السيارات الحديثة التي تأتي بعلامات تجارية مختلفة، كما يحوي المتحف بين جنباته على سيارة بخارية يمتد عمرها إلى أكثر من 130 عامًا، إضافة إلى السيارات المصفّحة التي تتميز بتوفير أعلى مستويات الحماية لركابها، والسيارات الكهربائية والكلاسيكية التي لها قيمتها التاريخية الكبيرة. 

يأتي متحف السيارات السلطانية شاهدًا على حقبة من التاريخ العالمي لا العُماني وحده، فما يضمه بين جنباته وزواياه هو نتاج عالمي أضاف للبشرية سبيلا من سُبل الراحة، ووفّر عليها الكثير من العناء والوقت.