• الخميس : 20 - مارس - 2025
  • الساعة الآن : 03:28 مساءً

في إطار الاهتمام السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- بتحسين الأداء البيئي وتخفيف آثار التغير المناخي؛ اعتمد عام 2050م موعدًا لتحقيق الحياد الصفري الكربوني، وإعداد خطة وطنية للوصول إلى ذلك الهدف، وإنشاء مركز عُمان للاستدامة، ليتولى الإشراف ومتابعة خطط وبرامج الحيـاد الصفري الكربوني، موجهًا جلالتـه بأن تتعاون كافـة وحدات الجهـاز الإداري للدولة مـع الجهات المعنية لإنجاح الجهـود المبذولة في تنفيذ الخطة الوطنية المشار إليهـا تحقيقًا للغايـات المنشودة.

وقد اتخذت سلطنة عُمان خطوات مهمة نحو تسريع إجراءات تنظيم قطاع الهيدروجين ووضع الأطر القانونية والسياسات اللازمة لنموه وتخصيص المواقع المناسبة لإنتاجه، حيث تسعى السلطنة إلى أن تكون في مصاف دول العالم في إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال وجود المقومات الرئيسة لإنتاجه، والمتمثلة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي الممتدة، بجانب خبرتها الواسعة في إنتاج الطاقة وتصديرها ومركزيتها في الأسواق وطرق التجارة العالمية وعلاقاتها التي تمتلكها حول العالم، الأمر الذي سيسهم في أن تكون مركزًا مهمًّا في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.

وتعمل وزارة الطاقة والمعادن على تطوير اقتصاد هيدروجين قوي ونظيف وأخضر من خلال تضافر الجهود المبذولة مع الأطراف ذات العلاقة كالجهات الحكومية والشركات المختصة، وقد اتّخذت الوزارة عدة خطوات في هذا الشأن أهمها: تشكيل لجنة وزارية وفرق فنية تختص بتوحيد جهود تطوير قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين، وإطلاق برنامج تنبثق منه مسارات متخصصة مع نظام حوكمة لضمان تخطيط سليم وتنفيذ فاعل ومتّسق مع التوجيهات السامية.

وبالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، مثل وزارتي الإسكان والتخطيط العمراني والدفاع وهيئة البيئة، تقوم وزارة الطاقة والمعادن بتحديد المواقع المناسبة لإنتاج الطاقة المتجددة عبر طاقة الرياح والشمس، ثم توجيهها لإنتاج الهيدروجين الأخضر بهدف تعزيز الاستثمار المحلي والأجنبي، والعمل على توطين هذه التقنية في سلطنة عُمان، وبعد الانتهاء من تحديد المواقع وتقسيمها إلى مناطق صغيرة قابلة للتسويق تطرح للمستثمرين للمزايدة عليها والمفاضلة بين العروض أسوة بالآلية المعمول بها عند طرح مناطق الامتياز الخاصة بالنفط والغاز.

وافتتح مركز أبحاث الطاقة المستدامة بجامعة السلطان قابوس أول محطة هجينة لتجارب إنتاج الطاقة الكهربائية في سلطنة عمان وذلك على هامش ملتقى آفاق الهيدروجين الأخضر، وقد بدأت نتائج الجهود المبذولة في الظهور، حيث رحبت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة بإعلان شركة "أكمي" الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة حصولها على أول شهادة دولية معتمدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا بشكل تجاري في العالم، عبر مشروعها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

ووقّعت مجموعة "أوكيو" مذكرة تفاهم مع شركة تكنولوجيا الغاز الكورية؛ بغية استكشاف المزيد من الفرص في صناعة الهيدروجين الأخضر، كما وقّعت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة مع شركة "هايبورت الدقم" اتفاقية حجز أرض للشق السفلي لمشروع مرفق إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا، وهو مشروع مشترك في قطاع الطاقة البديلة بين مجموعة أوكيو ومجموعة ديمي البلجيكية.

وبناءً على اتفاقية حجز الأرض ستعمل شركة "هايبورت الدقم" على تطوير منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر على مساحة تقدَّر بـ 793 ألف متر مربع وبطاقة تبلغ 500 ميجاوات وذلك في المنطقة القريبة من ميناء الدقم بعد إنتاج الطاقة البديلة عن طريق توربينات الرياح والألواح الشمسية التي ستركب في المنطقة المخصصة للطاقة البديلة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي وقعت اتفاقيتها سابقًا بمساحة تقدَّر بنحو 200 كيلومتر مربع.

ويتكوَّن مشروع "هايبورت الدقم" لإنتاج الهيدروجين الأخضر من ثلاث مراحل: الأولى تركيب حقل للطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتشغيله، والمرحلة الثانية إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، تتكوَّن من مصنع للتحليل الكهربائي ومصنع لتوليف الأمونيا ومنشآت التخزين، والمرحلة الثالثة إنشاء خط لنقل الجهد العالي من الطاقة بين الحقل والمحطة، وفي وقت سابق قامت هايبورت الدقم بتركيب وتشغيل 4 صوارٍ لقياس سرعة الرياح ومحطتين للأرصاد الجوية الشمسية داخل الموقع؛ للتأكد من جمع البيانات التي تحتاجها الشركة من أجل إتمام دراسة الجدوى التفصيلية للمشروع.

ووقعت مجموعة أسياد مذكرة تفاهم مع مركز عُمان للهيدروجين بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا؛ لدراسة دور الموانئ العُمانية والخدمات اللوجستية في بناء اقتصاد الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، تضمنت بنود المذكرة إجراء بحوث ودراسات متكاملة، وتقصي أفضل الممارسات العالمية لرفع كفاءة العمليات اللوجستية لقطاع الموانئ وأسطول النقل البحري، وتعزيز قدرات رأس المال البشري في أسياد، التي من شأنها تعزيز فرص استكشاف الأعمال والمبادرات في قطاع الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة.