• الخميس : 20 - مارس - 2025
  • الساعة الآن : 03:14 مساءً

المتتبع للنهضة العُمانية الحديثة منذ بداياتها المباركة، يدرك أنها بُنيت بسواعد شبابها في جميع الميادين، وأن الشباب هم ركيزة النهضة، وعلى سواعدهم قامت صروحها الشامخة ومبادئها الراسخة، وكانت التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه - مؤكدة دومًا وحريصة على الاهتمام بالشباب، والعمل على تحقيق آمالهم وطموحاتهم، وتفعيل كل ما من شأنه إيجاد شراكة حقيقية فاعلة في بناء النهضة العُمانية المتجددة.

وإشارة إلى دورهم في مسيرة التنمية لكونهم حاضر الأمة ومستقبلها، أكد جلالة السلطان المعظم في 2020/2/23 م،  على «أن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، ولاشك أنها ستجد العناية التي تستحق»، كما أكد جلالته - حفظه الله ورعاه - في اجتماع مجلس الوزراء في 12/10/2022م، على أهمية إيجاد آليات وقنوات اتصـال مع الشباب لإيضاح كافة الجهود المبذولة لتلبية متطلبات مسيرة التنميـة فـي مختلـف القطاعـات، والاستماع إلى تطلعـاتهم واحتياجـاتهم.

هذا الاهتمام بقطاع الشباب، كان قد تُوج بإنشاء وزارة الثقافة والرياضة والشباب لتكون المظلة الراعية لطموحاتهم وإبداعاتهم وتطلعاتهم في مختلف المجالات، وتتمثل اختصاصات الوزارة وفق ما حدده المرسوم السلطاني، في العديد من المهام التي تخص قطاعات الشباب والرياضة والثقافة، أهمها الاهتمام بالمنافسات الرياضية، والعمل على رعاية المجيدين فـيها، ودعم الهيئات الخاصة العاملة فـي المجال الرياضي، والرقابة والإشراف عليها وفق القوانين والأنظمة المعمول بها، وتنظيم اللقاءات والمباريات والمسابقات فـي كافة المجالات الرياضية على المستويين: المحلي، والخارجي.

وتأكيدا على الاهتمام السامي الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة وعلى الدور الذي تقوم به الأندية الرياضية والثقافية في احتضان مختلف القدرات والمواهب والإبداعات، وسعيًا لنشر الأنشطة الثقافية والرياضية والشبابية لتعم مختلف المحافظات والولايات في سلطنة عمان، ومواكبة للرؤية المستقبلية عُمان ٢٠٤٠، جاء الإعلان عن موافقة مجلس الوزراء على إشهار الأندية الرياضية والثقافية في ولاية العامرات بمحافظة مسقط، وولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة، وولاية طاقة بمحافظة ظفار، وولاية إزكي بمحافظة الداخلية، وولاية دماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية، وولاية ضنك بمحافظة الظاهرة، لتكون هذه الأندية بيئة حاضنة لمختلف فئات المجتمع لممارسة الأنشطة وإقامة الفعاليات والبرامج المتنوعة التي ستحقق بإذن الله الأهداف المرجوة من إقامتها.

وتأكيدا على الاهتمام السامي بالشباب وجه جلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- بالبدء في إجراءات إقامة مشروع مدينة رياضية متكاملة، تستقطب استضافة البطولات والمسابقات على المستويين الإقليمي والعالمي، كما وجه بتطوير البنية الأساسية لسباقات الهجن التي تعد أحد أهم الأنشطة الرياضية المفضلة لدى عدد كبير من المواطنين، وتشمل التوجيهات تأهيل مرافق وإنشاء عدد من الميادين الرئيسية بالمحافظات، وذلك بالتنسيق بين مكاتب المحافظين والاتحاد العُماني لسباقات الهجن، وهو ما سيؤدي إلى تنشيط الحركة الاقتصادية في المحافظات.

وباعتبار قطاع الرياضة من القطاعات التي أثبتت المرأة العُمانية وجودها فيها، واستطاعت من خلاله إبراز دورها بالإسهام الفاعل في تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات والمشاركات الرياضية على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية في إطار من القيم والتقاليد العُمانية، وحازت على العديد من المراكز والبطولات الرياضية، فقد عملت الجهات المعنية في وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية العُمانية ووزارة التربية والتعليم وجامعة السلطان قابوس والاتحادات واللجان الرياضية والأندية على الاهتمام بالرياضة النسائية في سلطنة عُمان، ونشر الثقافة الرياضية في المجتمع، والحث على تشجيع رياضة المرأة وإبراز مشاركتها في البطولات والمسابقات، والاهتمام بإعداد القيادات الرياضية النسائية، والاهتمام بصحة المرأة ولياقتها في كل الأعمار، وإبراز دور المرأة الرياضي في جميع المحافل الرياضية بما يتناسب مع العادات والتقاليد في المجتمع.

ويأتي إشهار «نادي المرأة الرياضي والإبداع الثقافي» في 17/10/2021م متفقًا ومنسجمًا مع مضامين رؤية «عُمان 2040» وأهدافها، حيث ركّز مِحور المرأة ضمن الرؤية على توفير البيئة الملائمة لمشاركتها في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية، بما يعزز وضعها ويمكنها من المشاركة الفاعلة في جهود التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها سلطنة عُمان.

وحرصًا على مواصلة الجهود المبذولة في قطاع الشباب، وتعزيزًا لأدوارهم في مسيرة النهضة المتجددة، وتحقيقًا للأهداف المرسومة في رؤية «عُمان 2040»، جاء الاحتفاء بافتتاح مساحات مركز الشباب في 26/10/2022م، والتي تضم قاعات ومرافق متكاملة تقدم خدمات للشباب في مجالات متنوعة ثقافية وفنية وتقنية مثل التصوير الضوئي والموسيقى والرسم والتقنيات الناشئة والاستوديوهات والمختبرات المجهزة بأحدث التجهيزات، بالإضافة إلى قاعات التدريب والتأهيل وقاعات متعددة الأغراض، وترفد المركز مكتبة معرفية نوعية تغذي عقول الشباب وتنمي معارفهم، ومرافق أخرى تخدم الشباب، ليكون المركز جامعًا وحاضنًا لإبداعاتهم، ومنطلقًا لآفاقهم وطموحاتهم التي يسعون إلى تحقيقها.

وامتدادًا لتكريم الشباب العُماني المُجيد، وتزامنًا مع يوم الشباب العُماني، جرى في 26/10/2022م الإعلان عن نتائج جائزة الإجادة الشبابيّة 2022م، التي أطلقتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب بهدف إذكاء روح التنافس بين الشباب العُماني، وتشجيعهم على تنمية مهاراتهم من أجل بناء جيل واع ومسؤول ومبدع ومبادر.

وتتلاءم الجائزة في مجالاتها مع محاور رؤية «عُمان 2040»، مثل: محور «اقتصاد بنيته تنافسية» من خلال مجال ريادة الأعمال، ومحور «مجتمع إنسانه مبدع» من خلال جميع المجالات التي تحفز الشّباب على الإبداع، ومحور «بيئة عناصرها مستدامة» من خلال مجال البيئة.

وبهدف دعم المبادرات الشبابيّة والمجتمعية، فتحت وزارة الثقافة والرياضة والشباب باب التنافس للحصول على دعم للمبادرات الشبابيّة لتنفيذ مشاريع نوعية في مختلف محافظات سلطنة عُمان ويشمل الدعم الجوانب المعرفية واللوجستية والمالية.

وعلى صعيد القطاع الرياضي والشبابي في سلطنة عُمان، فقد شهد تطورًا ملحوظًا وملموسًا سواء في البنى الأساسية للمرافق والمنشآت الرياضية أو من خلال الأحداث والفعاليات الدولية التي استضافتها سلطنة عُمان، وسعت وزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى تنفيذ خطط مدروسة للنهوض بالبنى الأساسية الرياضيَّة من ملاعب وصالات رياضية وبناء مقار جديدة للأندية الرياضية، حيث تمتلك سلطنة عُمان (68) مُنشأة رياضية حكومية تقدم خدماتها لشرائح المجتمع كالاتحادات والأندية واللجان الرياضية بالإضافة إلى الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، وتمثل الأندية الرياضية العدد الأكبر من المنشآت الرياضية الحكومية، بعدد (44) ناديًا، تلتها المراكز الرياضية بـ(13) مركزًا، ثم المجمعات الرياضية بــ(11) مجمعًا موزعة على محافظات سلطنة عُمان.

وحسب بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بلغ عدد المشاركات الدولية والمحلية للاتحادات الرياضية العًمانية في عام 2021م (87) مسابقة وبطولة، و(79) دورة تدريبية و(35) معسكرًا و(9) مؤتمرات، فيما بلغ عدد الميداليات التي حققتها اللجان والاتحادات الرياضية (69) ميدالية، منها (22) ميدالية ذهبية و(24) ميدالية فضية، و(23) ميدالية برونزية.

وأوضحت البيانات أن عدد الأفراد المستثمرين في قطاع الرياضة بسلطنة عُمان لعام 2021م، بلغ (745) مُستثمرًا، شكل المستثمرون العُمانيون نسبة 95 بالمائة من إجمالي المُستثمرين في هذا القطاع.

وتعمل وزارة الثقافة والرياضة والشباب وفق استراتيجياتها على استضافة وتنظيم الأحداث والبطولات العالميّة بصفتها صناعة تتنافس عليها أغلب دول العالم لأهميتها البالغة، حيث تسهم في تعزيز مكانة سلطنة عُمان إقليميًا وعالميًا، من خلال إبراز وجهها الحضاري بتسليط أنظار العالم على أهم معالمها التاريخيّة والحضاريّة، وتُعد مثل هذه الأحداث محركًا للتنمية الاقتصاديَّة فهي تعمل على تنشيط القطاع السياحي وتشغيل القطاعات الحيويّة المحليّة، إضافة إلى التعريف بسلطنة عُمان بصفتها بيئة استثمارية آمنة وواعدة، لما تتميز به من موقع استراتيجي وبنية أساسية واستقرار سياسي واقتصادي واجتماعي.

وفيما يتعلق بإنجازات الرياضة العُمانية، فقد حفل العام 2022م بتحقيق العديد من الإنجازات في مختلف المحافل الخليجيّة والعربيّة والآسيويّة، وهذه الإنجازات التي تحققت على الصعيدين الفردي والجماعي كان نتيجة الدعم والاهتمام الذي أولته الحكومة للرياضة والرياضيين، وكانت ثمرته بناء جيل شبابي منجز ومبدع أسهم في رفع علم سلطنة عُمان في الكثير من المحافل الدوليَّة.