• الأربعاء : 09 - أكتوبر - 2024
  • الساعة الآن : 02:27 صباحاً

شهد القطاع الصحي في سلطنة عُمان تطورًا واضحًا في مسيرة التنمية الصحية بتحقيق نقلة نوعية وتقدم ملموس على جميع مستويات الرعاية الصحية وبمعدلات عالية وسريعة، مما انعكس إيجابيًا على جميع المؤشرات الصحية، حيث أظهرت الخطة الخمسية التاسعة للتنمية الصحية (2016 -2020م)، تحقيق مزيد من النمو والتطور في نوعية وكفاءة الأداء للقطاع الصحي في سلطنة عمان، الأمر الذي تمت الاستفادة منه في إعداد الخطة الخمسية العاشرة للتنمية الصحية (2021 - 2025م) والتي ارتكزت بشكل أساسي على رؤية «عُمان 2040»، وعلى اللبنات الست في النظرة المستقبلية للنظام الصحي 2050، والتي تهدف إلى تطوير النظام الصحي على مدى السنوات المقبلة ليكون متوازيا مع النظم الصحية المتقدمة، وتحقيق حياة صحية راقية وصحة مستدامة للمجتمع العُماني.

ويعد عام 2022م، هو العام الثاني من تنفيذ الخطة الخمسية العاشرة للتنمية الصحية (2021 - 2025م) التي تتألف من خمسة أهداف استراتيجية وهي مجتمع يتمتع بصحة مستدامة تترسخ فيه ثقافة «الصحة مسؤولية الجميع» ومصان من الأخطار ومهددات الصحة.

وحسب التقرير الصحي السنوي لعام 2021م، بلغ عدد المستشفيات في سلطنة عُمان لعام 2021م (88) مستشفى، منها (51) مستشفى تابعا لوزارة الصحة، كما بلغ عدد أسرة المستشفيات (7096) سريرا منها (5166) سريرا تابعا لمستشفيات وزارة الصحة، فيما بلغ إجمالي المؤسسات التابعة لوزارة الصحة في نهاية عام 2021م، عدد (263) مؤسسة صحية منها (51) مستشفى، و(21) مجمعًا صحيًا، و(191) مركزًا صحيًا.

وفي القطاع الصحي الخاص، فقد توزعت المؤسسات الصحية الخاصة حتى نهاية عام2021م إلى (31) مستشفى بعدد (1117) سريرًا، و(498) مجمعًا، وعيادة تخصصية، و(365) عيادة أسنان، و(640) عيادات عامة ومراكز تشخيصية، بالإضافة إلى (883) صيدلية خاصة متوزعة في جميع محافظات سلطنة عُمان.

فيما بلغ إجمالي العاملين في القطاع الصحي في سلطنة عُمان في نهاية عام 2021م، (56119) موظفًا منهم (37732) في وزارة الصحة بنسبة تعمين تصل إلى 73%، كما يوضح التقرير وجود (5807) طبيبًا في وزارة الصحة، و(14361) ممرضًا و(782) صيدلانيًا، وبلغت نسبة التعمين في هذه الفئات 36.7%، و65%، و96% على التوالي، بالإضافة إلى حوالي (11000) عامل في الفئات الطبية المساعدة الأخرى.

وقد اهتم النظام الصحي في سلطنة عُمان خلال مراحل تطوره بالحد من انتشار الأمراض المعدية، واعتمد في ذلك على عدد من الاستراتيجيات من أهمها إنشاء نظام لترصد الأمراض المعدية، وقد أدت هذه الاستراتيجيات إلى التحكم في الأمراض المعدية لتصبح في مستوياتها المتوطنة.

ومع انتشار جائحة كورونا في نهاية عام 2019م على المستوى العالمي، تم تسجيل أكثر من (291) مليون حالة على المستوى العالمي، في حين بلغ عدد الوفيات أكثر من (5) ملايين وفاة، خلال الفترة من بداية الجائحة وحتى تاريخ 31 ديسمبر 2021م، أما بالنسبة لسلطنة عُمان فقد بلغ عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد19 المثبتة مخبريا أكثر من 305 آلاف حالة مؤكدة لكوفيد19، منها (27745) حالة استدعت التنويم، و(7142) استدعت الرعاية في العناية المركزة، فيما سجلت (4100) وفاة.

لقد أثرت جائحة كورونا على جميع الخدمات الصحية المقدمة في عام 2021م، حيث بلغت أعداد الزيارات للعيادات الخارجية بمؤسسات وزارة الصحة أكثر من (12.5) مليون زيارة خلال عام 2021م وذلك بانخفاض كبير مقارنة بعام 2019م (15.7 مليون زيارة).

كما انخفض إجمالي المنومين في مستشفيات وزارة الصحة من (331) ألفًا في عام 2019م إلى حوالي (226) ألفًا في عام 2021م، مما أدى كل ذلك إلى انخفاض في العمليات الجراحية والخدمات الأخرى كخدمات المختبرات الطبية والأشعة.

وكانت سلطنة عُمان بالمقاييس العالمية وما زالت من الدول المتقدمة في مجال تحسين جودة حياة سكانها، حيث تبوّأت مركزًا متقدمًا في الحفاظ على حياة الأطفال، فعلى الرغم من تأثير جائحة كورونا في ارتفاع معدل الوفيات الخام للعُمانيين ليصل إلى (3.6) لكل 1000 من السكان في عام 2021م، كما أن وفيات الأطفال الأقل من سنة والأطفال الأقل من خمس سنوات قد ارتفعت إلى (8.1) و (10.1) لكل (1000) مولود حي على التوالي، إلا أن المنظمات العالمية اعترفت بالتقدم الذي حققته سلطنة عُمان من أجل بقاء الطفل والحفاظ على نموه بشكل صحي، ويعزى التحسن في هذه المؤشرات إلى اهتمام سلطنة عُمان بمكافحة أمراض الطفولة الخطرة عن طريق تطبيق برنامج التحصين الموسع الذي استهدف أمراض الدرن (السل الرئوي)، والتهاب سنجابية النخاع الحاد (شلل الأطفال)، والدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس والحصبة، وجرى أيضا إضافة لقاحات ضد التهاب الكبد الفيروسي والحصبة الألمانية والغدة النكافية وطعم المستدمية النزلية النوع ب (هيموفيلس إنفلونزا).

كما تعتبر سلطنة عُمان خالية من بعض الأمراض المعدية الخطيرة مثل شلل الأطفال والطاعون والدفتيريا والحمى الصفراء. ونظرا لإدراك وزارة الصحة بأن نوعية الرعاية الصحية المقدمة تعتمد بشكل كبير على توافر العدد المناسب من القوى العاملـة المؤهلـة بفئاتهـا وتخصصاتها المختلفة، فقـد جرى إيلاء استراتيجيات دعم وتنمية القوى العاملة اهتمامـا بالغا بهدف النهوض بمستوى الخدمات الصحيـة في سلطنة عُمان.

وجاء إنشاء كلية عُمان للعلوم الصحية والمعهد العالي للتخصصات الصحية بموجب المرسوم السلطاني (18/ 2018) لتحل محل المعاهد الصحية بمختلف تخصصاتها، وقد تخرج من كلية عُمان للعلوم الصحية في عام 2021م عدد (581) خريجًا وخريجة من الفئات الطبية المساعدة، وساهم تخريج أفواج متتابعة من الأطباء العُمانيين الأكفاء من جامعة السلطان قابوس بالإضافة إلى مؤسسات التعليم العالي في تأهيل وإعداد الممرضين والممرضات وبعض الفئات الطبية المساعدة الأخرى، وإلى جانب ذلك جرى تنفيذ برنامج لإعداد وتأهيل كوادر وطنية متخصصة في مجال ضمان وتحسين الجودة في الخدمات الصحية بما في ذلك ابتعاث بعض الموظفين لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في إدارة الجودة.

المصدر/ كتاب عمان السنوي2022