تكتسب محافظة ظفار أهمية تاريخية ومكانة خاصة في التاريخ العماني الحديث والقديم على السواء. فمن صلالة مدينة الأصالة والمجد انبلج فجـر النهضة العمانية الحديثة بقيادة جلالة السلطان قابوس المعظم- طيب الله ثراه-، ذلك الفجر الصادق الذي شق بضيائه حجب الظلام و تحقيق الأمن والرخاء والازدهار .من هذه الربوع بدأت المسيرة المباركة أولى خطواتها في مضمار البناء والتعمير والتحديث والتطوير مفعمة بالعزم والأمل متوهجة بالجد والعمل غايتها الكبرى بناء دولة عصرية .تـقع محافظة ظفار في أقصى جنوب السلطنة, وتتصل المحافظة من الشرق بمحافظة الوسطى، ومن الجنوب الغربي بحدود السلطنة مع الجمهورية اليمنية ومن الجنوب ببحر العرب، ومن الشمال والشمال الغربي بصحراء الربع الخالي. وتتكون محافظة ظفار من عشر ولايات هي: صلالة، ثمريت، طاقه، مرباط، سدح، رخيوت، ضلكوت، مقشن، وشليم وجزر الحلانيات وولاية المزيونة. وتعتبر مدينة صلالة المركز الإقليمي للمحافظة وتبعد عن مسقط بنحو 1023 كيلومتر. شكلت محافظة ظفار همزة الوصل بين سلطنة عمان وشرق أفريقيا، كما كانت بوابة عمانية ضخمة على المحيط الهندي، ومعبرا لطريق القوافل القديم في جنوب شبه الجزيرة العربية، وتمتاز محافظة ظفار بأنها منطقة جذب سياحي خاصة خلال موسم الخريف الذي يمتد من يونيو حتى سبتمبر من كل عام، كما تتميز بالسياحة الدينية والتاريخية حيث توجد العديد من المواقع ذات الصبغة الدينية مثل منطقة (الأحقاف) التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وقبر كل من النبي هود، والنبي أيوب، والنبي صالح عليهم السلام، وإلى جانب ذلك توجد في ظفار آثار مدينة البليد وميناء سمهرم التاريخي الذي اشتهر بتصدير اللبان عند خور روري، كذلك آثار مدينة وبار، بالإضافة إلى مجموعات أثرية في منطقة المغسيل وقلعة حمران بصلالة، وفي حاسك وهانون والمحلة بمدينة سدح، وغيرها من المواقع الثرية التي يتم الحفاظ عليها كشواهد تاريخية ذات قيمة كبيرة.
يمثل حصن سدح النهاية الشرقية القصوى لسلسة من التحصينات التي تحمي ساحل ظفار وبالرغم من موقعها البعيد الا أن سدح مدينة مزدهرة تفخر بمصائد الصفيلح التقليدية وتاريخها مزدهر بتجارة صمغ المر.
ضريح النبي هود
الاعتقاد المحلي السائد يشير على أن موقع ضريح النبي هود هو جبال ظفاربين هضاب وأودية وعيون ماء تسمى عين "حيرية" وعين "عفيلية" وعين "إثام" وجميعها تمر لتصل إلى الوادي الي يمر به الضريح.
ويبلغ طول الضريح 3 أمتار وعرضة 105 وقد ورد ذكر النبي هود في القرآن الكريم سبع مرات وأنه أرسل إلى قوم عاد في بلاد الأحقاف
البليد أهم ميناء على بحر العرب قديما
يعود تاريخ مدينة البليد إلى أكثر من 2000 عام قبل الميلاد كما أن بعض الأبحاث الأثرية تؤكد أن ازدهار المدينة يرجع إلى العصر الحديديكما نشطت المدينة كواحدة من اكبر الموانئ الرئيسية على المحيط الهندي مما جعلها مركزا تجاريا مزدهرا لتصدير اللبان إلى الصين وروما.
وقد تم اكتشاف موقع المدينة للمرة الأولى عام 1930، وفي عام 1977 قامت وزارة التراث والثقافة بتنفيذ برنامج مسح لموقع البليد، ثم قام مكتب مستشار السلطان قابوس للشؤون الثقافية بتنفيذ برنامج شامل للترميم وتطوير الموقع والذي هو عبارة عن مجموعة من المعالم الأثرية تغطي مساحة مستطيلة تصل الى 64 هكتارا يحيط بها جدار عال من ناحية الشرق والشمال وخندق صغير من ناحية الغرب. ويحتوي الجدار على أربع بوابات وقد كانت المدينة مقسمة قديماً إلى ثلاثة أقسام رئيسية (تجاري وسكني وخدمي) بالإضافة إلى مسجد وحصن في الجهة الغربية وقد تم تسجيل موقع مدينة البليد في منظمة اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي في عام 2000.
قبر النبي عمران
يقع في منطقة القوف بصلالة ، بجوار بلدية ظفار، وقبره طويل جداً داخل غرفة مستطيلة وحوله حديقة صغيرة.
سوق الحافة
يقع السوق على بعد 3 كم من مدينة صلالة بمحافظة ظفار وتحيطه أشجار جوز الهند الباسقة وهو يعد المكان الأمثل لشراء أجود أنواع اللبان والبخور ليس في ظفار فحسب بل في السلطنة أيضاً كما يزخر السوق بالعديد من المنتجات سواءً المنسوجات التقليديةالمتنوعة أو الملابس التراثية أو المصوغات الذهبية والفضية وغيرها الكثير من المصنوعات التقليدية.
خور المغسيل
خور المغسيل يقع عند الطرف الشرقي لجبل القمر بمحافظة ظفار، وتبلغ مساحة هذا الخور حوالي نصف كيلومتر مربع وطوله حوالي ثلاثة كيلومترات وعرضه 150 مترا، وللخور أهمية قصوى في الحفاظ على أنواع هامة من الطيور المستوطنة والمهاجرة التي تأوي للخور لوفرة الغذاء طوال العام، منها القادمة من أفريقيا ومنها القادمة من أوروبا والأخرى من الهند ومنها المستوطنة.
محمية خور البليد
أخذ هذا الخور تسميته من المدينة الأثرية التي تقع على ضفاف هذا الخور الذي يلفها من جهة الشرق والشمال وهذا الخور كان متصلا بالبحر في الماضي وكان يستخدم كميناء طبيعي وهو عميق في بعض أجزائه.
والمنطقة حاليا تقع ضمن نطاق مواقع من التراث العالمي والخور يتمتع بالحماية ولذلك تكمن أهمية هذا المكان في الجمع بين الآثار والتاريخ والطبيعة وهو عبارة عن حديقة أثرية تعتبر الأولى من نوعها في السلطنة لحماية الموارد الطبيعية ولجذب السياح إلى الموقع ولتعريف الناس بهذه المدينة الأثرية الهامة في محافظة ظفار.
كهف المرنيف
يقع كهف المرنيف بمنطقة شاطئ المغسيل على بعد 40 كيلومتر من صلالة، ويطل على بحر العرب وعلى نوافير المغسيل وهي ظاهرة طبيعية تنتج عن قوة اندفاع الماء إلى داخل تجويف صخري يقع معظمه تحت الماء، وفي فصل الخريف حيث يرتفع مستوى البحر وتنشط حركة التيارات المائية، يندفع الماء بقوة عبر التجويفات الصخرية مما يؤدي إلى إندفاع الماء بقوة مشكلة نافورة طبيعية غاية في الجمال، ويضفي صوت اندفاع الماء جواً مميزاً فريداً من نوعه
وقد تم تجهيز هذا الكهف بإنشاء مرافق للزوار، وتركيب أسوار حماية على جانبه المطل على البحر، إضافة إلى عمل استراحات متعددة وممرات وممشى وجسر للعبور.
خور القرم الصغير والقرم الكبير
يقع هذان الخوران بالقرب من فندق هيلتون صلالة بمحافظة ظفار، وقد أخذا تسميتهما من أشجار القرم الكثيفة التي تغطي الخورين وتحجب رؤية مياهما من الطريق العام مما يدفع بالعديد من الطيور إلى بناء أعشاشها فيهما، وتوجد أيضا بعض الدورات الحيوية لبعض الكائنات الدقيقة وبعض النباتات وتوجد في الخورين أنواع من الأسماك القادرة على العيش في المياه قليلة الملوحة.
وادي دربات
يقع وادي دربات في محافظة ظفار، ويشق هذا الوادي طريقه بين التلال والهضاب إلى أن يصل إلى خـور روري حيث يصب في بحر العرب
وفي موسم الخريف تتحول مياه الوادي المنحدرة من الجبال إلى شـلالات بديعة تتساقط من ارتفاع عشرات الأمتار.
يمـتاز الوادي بطبيعة بكـر وبغطاء نباتي كثيف إضافة إلى عين طبيعية وعدد من الكهوف. وقد تبين أن غرف كهف طيق المملوءة بالماء مصدرها مياه الوادي.
مطار صلالة
يعد مطار صلالة أحد الوجهات الواعدة وذلك نظراً للموقع الجغرافي المتميز الذي تتمتع به محافظة ظفار ونمو الحركة السياحية فيها خصوصاً خلال فصل الخريف وقد تم افتتاح المطار في 11 نوفمبر 2015م.
تبلغ الطاقة الاستيعابية للمطار حوالي مليوني مسافر سنوياً قابلة للزيادة إلى ستة مليون مسافر وقد شيد المطار بمساحة بناء تبلغ أكثر من (150) ألف متر مربع وبتكلفة تبلغ (365) مليون ريال عماني كما أنه يتمتع بإمكانيات كبيرة من حيث الأنظمة والتجهيزات والخدمات التي وفرت فيه، ويستطيع استقبال أكبر أنواع الطائرات.
وقد بدأ تشغيل مطار صلالة الحالي فعلياً في 15 يونيو 2015.
مينـــــاء صلالـــــــة
يعد ميناء صلالة المركز المحوري لتوزيع ونقل الحاويات في المنطقة وتعود بدايات إنشاء الميناء الى عام 1976م حينما كان يعرف بميناء ريسوت.يتمتع الميناء بموقع استراتيجي بإطلالته على محور دول المحيط الهندي ووقوعه على الخطوط الملاحية الدولية.
وتبلغ مساحة الميناء (10,71) كيلومتر مربع ويحتوي على تسعة عشر رصيفا تتراوح أعماقها بين ثلاثة أمتار وثمانية عشر مترا ويبلغ مجموع أطوالها أربعة ألاف وأربعمائة وثلاثين متراً .
وخلال سنوات معدودة اصبح ميناء صلالة من الطراز العالمي يستقبل الاعداد المتزايدة من السفن ويناول الأحجام الهائلة من الحاويات واليوم يعتبر الميناء المركز المحوري لتوزيع الحاويات العابرة بين الشرق والغرب .
وقد أعد ميناء صلالة نفسه لأن يكون محطة تنطلق منها السفن العملاقة في خطوط شحن رئيسية وثانوية بالإضافة الى تسهيلات إجراءات الجمارك المبسطة والتعرفة التنافسية كل تلك العوامل ساعدت الميناء لأن يكون مركزاً رئيسياً لإعادة الشحن في المنطقة بأسرها.