تطل محافظة شمال الشرقية على الجانب الداخلي لجبال الحجر الشرقي، وتتصل بها من ناحية الشمال محافظة مسقط، ومن الغرب محافظة الداخلية، ومن الشرق والجنوب محافظة جنوب الشرقية.
تتكون محافظة شمال الشرقية من ست ولايات هي: إبراء، والمضيبي، وبدية، والقابل، ووادي بني خالد، ودماء والطائيين، ومركز المحافظة ولاية إبراء.
حظيت محافظة شمال الشرقية بالعديد من مشروعات التنمية التي امتدت إلى مختلف المجالات الصحية والتعليمية والسياحية والطرق والكهرباء والمياه وغيرها.
يصل عدد سكان محافظة شمال الشرقية (271,822) نسمة وفقًا للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2020م، و(270,520) نسمة وفقا لإحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات لشهر أغسطس 2021م.
ويبلغ عدد الأعضاء المنتخبين للمجلس البلدي لمحافظة شمال الشرقية (16) عضوًا يمثلون مختلف ولايات المحافظة.
ولاية إبراء إحدى ولايات محافظة شمال الشرقية تحدها من جهتي الشمال والشرق ولاية المضيبي ومن جهة الجنوب ولاية القابل ومن جهة الشرق ولاية دماء والطائيين وتبعد عن عاصمة مسقط حوالي 180 كم وهي المركز الإداري بشمال الشرقية وأتخذت من مسجد العقبة شعاراً لها . تجمعاتها السكانية حوالي 65 تجمعاً منها : إبراء والنصيب والثابتي واليحمدي. تغطى أرض الولاية صخور الأفيولايت وصخور رسوبية تحتوي على معادن متنوعة ، وتتنوع طبيعتها بين الصحراء والجبال والكثبان الرملية والأودية والعيون المائية ، فمن جبالها جبل الناصري ، ومن أوديتها : وادي البطحاء ، ووادي نام الذي يحتوي على تربة اللاتريت بكميات كبيرة ، ووادي إبراء الذي يجتمع فيه عدد من الأودية هي : وادي قفيفة ووادي المزروع ووادي المليح ووادي وريد ، ومن عيونها المائية : عين أبو صالح وعين الضبيان وعين شبيهات وعين المليح وعين الخب ، كما يوجد في الولاية كهوف مثل : كهف جرف رجيب وكهف الخيبان. توجد في إبراء نباتات جبلية وبرية كثيرة ، كالسدر والسمر والغاف والقرط والسوقم والعرش والجعدة والشكاع والظفرة والصقل ، وتشتهر بأصناف معينة من النخيل ، مثل نخلة رأس الضيضو ، ومن حيواناتها البرية : الأرانب والغزلان ، ومن طيورها القطا. تضم إبراء العديد من المواقع التاريخية ، مثل : قلعة الظاهر وحصن الشباك وحصن فريفر وحصن الدغشة وحصن العين وحصن القرين وبرج القطبي وبرج الناصري وبرج صنعاء وبرج المنصور وبرج القلعة وبرج النطالة وبرج الصفح وبرج القرون وسور حارة المنزفة وسور حارة القناطر وسور العلاية وسور صحار وسور السياح وبيت المجدرة وبيت اليحمدي وبيت القاسمي. من مواقعها الأثرية حارة المنزفة التي تحتوي على مبان قديمة ونقوش وزخارف،وموقع الجبيلة الذي عُثرفيه على مقابر دائرية ومواقع أثرية لاستخراج النحاس . كما أكتشفت مواقع أثرية في أوديتها ، مثل : وادي إبراء ووادي البطحاء ووادي الأثلي ، التي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد. يوجد بالولاية أيضا أسواق قديمة مندثرة ، منها : سوق الإمام عزان بن قيس (حكم: 1285-1287هـ/1868-1871م) وسوق حارة القناطر وسوق اليحمدي، وتشتهر أيضا بسوق الأربعاء ، وهي أسبوعية خاصة بالنساء . ومن أشهر مساجدها الأثرية مسجد الإمام عزان بن تميم (حكم:277-280هـ/890-893م). يزاول سكان ولاية إبراء الأنشطة الاقتصادية ،مثل : الزراعة والتجارة والحدادة والنجار والرعي، إضافة إلى الصناعات الحرفية ، مثل : صناعة النسيج والسعفيات والجلديات، وصناعة الفضيات مثل : الخناجر والحلي، وصناعة أدوات البناء ، والصناعات المعدنية ، وصناعة قصب السكر. من الفنون الموسيقية التي يمارسها سكانها : الرزحة والعازي والمهبل والقصافية والتشح شح والتغرود والطارق والونة والميدان والزار والحادي. ويعتمد مزارعوها على الأفلاج في ري مزروعاتهم ؛ إذ يوجد بها حوالي 54 فلجاً ، منها 31 فلجاً حياَ.
ولاية المضيبي إحدي ولايات محافظة شمال الشرقية يحدها من جهة الشمال ولايات بدبد وسمائل وإبراء والقابل ومن جهة الجنوب تحدها ولاية محوت ومن الشرق تحدها ثلاث ولايات هي بدية وجعلان بني بو حسن وجعلان بني بو علي أما من الغرب فتحدها ولاية إزكي وولاية أدم وأتخذت الولاية من الغزال شعاراً لها . تجمعاتها السكانية حوالي 262 تجمعاً ، منها : المضيبي ، وسناو وسمد الشأن وخضراء بني دفاع والروضة. تتنوع طبيعة الولاية بين الجبال والصحراء والواحات والكهوف، والأودية ، والعيون المائية ، فمن جبالها : جبال الروضة وجبل مدرة الذي يوجد به عدة كهوف ، ومن أوديتها : وادي سمد ، ووادي الراك ، ووادي خرما ، ووادي عتكة ، ومن العيون المائية : عين الحريد. ويعتمد سكان الولاية على الأفلاج في الري ، إذ يوجد بها حوالي 156 فلجاً ، وتنتشر فيها أنواع مختلفة من الأشجار البرية مثل : السدر والغاف ، كما تنتشر بها بعض الحيوانات البرية مثل الغزلان. تضم ولاية المضيبي مواقع أثرية مثل : موقع الميسر ، وموقع وادي عندام الذي عثر فيه على مستوطنات تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد على طول المصاطب الحصوية بضفاف وادي عندام ، كما عثر على قبور في قرية محلياء تعود إلى الفترة الأخيرة من العصر الحديدي. من المعالم التاريخية في المضيبي: حصن الروضة في بلدة الروضة ، وحصن خزام الذي يقع في نيابة سمد الشأن على تلة صغيرة في الضفة الغربية من وادي سمد وتحيط به أشجار النخيل من عدة جهات ، وحصن بيت الخبيب الذي بُني على جبل في حارة الخبيب. يزاول سكان الولاية عددا من الأنشطة الاقتصادية والحرف، مثل : الزراعة وصناعة أدوات الزراعة والسعفيات ، وصناعة الحلوى العُمانية ، ويؤدى فيها الفنون : الرزحة والعازي والهمبل والمحارب.
ولاية بدية إحدى ولايات محافظة شمال الشرقية . تقع في وسطها وتحدها من الشمال ولاية القابل ، ومن الشرق ولايتا : الكامل والوافي ، ووادي بني خالد ، واتخذت هذه الولاية نخلة المبسلي شعارا لها . تجمعاتها السكانية حوالي 106 تجمعا منها : المنترب وشاحك والحوية والواصل والظاهر. تتنوع طبيعة ولاية بدية بين الرمال والجبال والسهول والواحات الخضراء التي يبلغ عدد 15 واحة تنتشر فيها النباتات البرية. ويوجد بها رمال الشرقية ، وتضم أيضاَ عيوناَ مائية منها : عين أبو سحيلة وعين أبو صريمة وعين أبو غافة وعين حبسين وعين يايا وعين التمر.ويعتمد سكان الولاية على الأفلاج في استخراج المياه الجوفية واستعمالاتها ؛ إذ يوجد بها 17 فلجاً منها تسعة أفلاج حية ، وجميعها أفلاج عدية . كما تنتشر في ولاية بدية الأشجار البرية مثل : الغاف والأشجار الصنوبرية ، ويوجد فيها أنواع من الحيوانات البرية مثل الغزلان ، إضافة إلى الزواحف والطيور. وتضم بدية مواقع تاريخية مثل : قلعة الواصل وحصن المنترب وحصن الشارق وحصن الحوية وحصن الغبي. تحظى ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية بعوامل جذب سياحي وتراثي وشهرة محلية وخارجية فريدة ساهمت في تعزيز ما تمتلكه من مقومات طبيعية وبيئة تنفرد بها، حيث تمثل بدية وواحاتها الجميلة ذات الرمال الذهبية الناعمة بوابة عبور لقوافل السياح الأجانب والزوار المتجهين إلى رمال الشرقية. بدية كغيرها من ولايات السلطنة الأخرى نالت نصيبا وافرا من مظاهر التنمية والتطوير في العهد الزاهر الميمون حيث شملت التنمية كافة واحات ومناطق وقرى هذه الولاية العمانية الجميلة التي يمتزج فيها روح الأصالة العمانية والتاريخ بالمعاصرة في تجانس فريد ونادر يجمع الطبيعة والتراث والأصالة العمانية . أهم ما يميز بدية عن غيرها من ولايات السلطنة هو ارتباط أهلها بالموروثات التقليدية وحبهم للأصالة ومحافظتهم عليها رغم الحداثة التي تعيشها الولاية التي تجمع بين القديم والحديث، ويتجلى ذلك في التمسك بالعادات والتقاليد في بعض الفنون التقليدية والمسابقات التي تقام خلال المناسبات الدينية والوطنية مثل سباقات عرضة الهجن والخيل، وفنون الرزحة والعازي وهمبل البوش والتغرود وفنون البادية الأخرى، كما تحافظ الولاية على عدد من الصناعات والمشغولات اليدوية التي تستخدم في إنتاجها مواد خام طبيعية مرتبطة ببيئة الصحراء ومفرداتها التقليدية والطبيعية الجميلة التي بدأ شباب الولاية وشاباتها في استثمارها من خلال إقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة وتسويقها كتذكارات سياحية. أهم الصناعات التقليدية: صياغة الذهب والفضة، ومنها الحلي والخناجر والسيوف-الخوصيات، ومنها "المخازف" التي هي أدوت لجمع الرطب من النخيل، وكذلك "الظروف" المستخدمة في حفظ التمور- ثم دباغة الجلود، ومنها أحزمة الخناجر واغمدة السيوف-والسعفيات، ومن أهمها الحبال والدعون.
ولاية القابل إحدى ولايات محافظة شمال الشرقية تحدها من جهة الشمال ولاية إبراء ومن الجنوب ولاية بدية ومن الغرب تحدها ولاية المضيبي وأتخذت الفرس المسروج شعاراً لها . يوجد بها حوالي 69 معلما أثريا أهمها حصن في القابل وآخر في المضيرب، وتتميز بوجود 50 فلجا تقريبا، أهمها أفلاج المضيرب- القابل-الدريز، النبأ. كما تشتهر بوجود عدد من القرى الواقعة بين الكثبان الرملية الذهبية المرتفعة، أهمها قرى: ساقة-العقيدة-الخريص-الجوفاء. وفي الولاية ايضا عدد من العيون أهمها: عين مرزوق المعروفة بمياهها المعدنية-عين وادي بركة-عين الوشل. وتعتبر الأفلاج والعيون والقرى الواقعة وسط الكثبان الرملية من المعالم السياحية لولاية "القابل". تعد ولاية القابل أحد الرموز في التاريخ العماني المتوغل منذ القدم لذلك فهي تمتاز بتراثها العريق وما الحصون والقلاع والأبراج التي تزخر بها الولاية إلا خير شاهد على مكانتها، وهي تقع في الجزء الشرقي من محافظة شمال الشرقية على الطريق الرئيسي بين مدينتي مسقط وصور، تحدها ولاية وادي بني خالد من الجانب الشرقي وولاية بدية من الجانب الجنوبي، ومن الشمال تحدها ولاية إبراء ومن الشمال الشرقي تحدها ولاية وادي الدماء والطائيين، أما من الغرب فتحدها ولاية المضيبي. وتمتاز الولاية بالتنوع التضاريسي بين الكثبان الرملية والجبال الشاهقة والأودية المنخفضة. كما تتميز الولاية بتراث عريق وبوجود مبان أثرية قديمة، بالإضافة إلى وجود أبراج تم تشييدها منذ زمن بعيد جدا تقدر بمئات السنين، والتي لها مكانتها وشموخها ومع ذلك مازالت صامدة متحدية كافة الأيام والأعوام وعوامل التعرية والتضاريس.
ولاية وادي بني خالد إحدى ولايات محافظة شمال الشرقية تحدها من الشمال ولاية دماء والطائيين ومن الجنوب ولاية الكامل والوافي ومن الشرق ولاية صور ومن الغرب ولايتا بدية والقابل وأتخذت من وادي بني خالد شعارا لها . تضم الولاية بعهض الأودية كوادي بني خالد الذي اكتسب الولاية اسمها منه ، وهو وادٍ دائم الجريان يبلغ طوله 49 كم ، ويمر بعدد من القرى ، منها : بضعة ومقل ، ويضم من البرك والعيون : عين حمودة وعين الصاروج وعين دوة ، ويقع كهف مقل شمال الوادي . ويوجد في الولاية حوالي 63 فلجاً ، منها 62 فلجاً حياً. تضم ولاية بني خالد مواقع تاريخية مثل : حصن الموالك وحصن العدفين وحصن الرزيقيين وحصن العوينة ومسجد العوينة . و يعتبرحصن الموالك وهو أكبر حصون الولاية، ويرجع بناؤه إلى القرن الرابع الهجري، وكان مركزا للوالي والقاضي فيما سبق. يزاول سكان الولاية من الأنشطة الاقتصادية : الزراعة والرعي وتربية الماشية والحدادة ، وصناعة السعفيات والنسيج وصناعة الذهب والفضة ، ومن فنونها الموسيقية : الرزحة والعازي والميدان والشرح وأبو زلف.
ولاية دماء والطائيين إحدى ولايات محافظة شمال الشرقية تقع بين جبال الحجر الشرقي وتحدها من الشمال ولاية قريات ومن الجنوب ولاية إبراء وبدية والقابل من الشرق والمضيبي وبدبد من الغرب تبعد عن العاصمة مسقط حوالي 170 كم وأتخذت من نخلة النغال شعاراً لها . تجمعاتها السكانية حوالي 112 تجمعاً، منها : محلاح والغبيرة والخطم والحاجر واسماعية. تتنوع طبيعتها بين الجبال والكهوف والأودية والعيون ، ومن معالمها الطبيعية : الجبل الأبيض وكهف بوهبان ووادي ضيقة وعين المر، وعين السخنة وعين المسفاة وعين عجماء وعين العجف وعين المدبغة وعين تماه وعين مقطع وعين الزرقاء. يعتمد سكانها على الأفلاج في الري والاستعمالات اليومية ، ففيها حوالي 224 فلجاً ، منها 187 فلجاً حياً. وتضم الولاية عدداً من المواقع التاريخية ، مثل : حصن بلدة الحمام وحصن بلدة خبة وحصن بلدة الحصن ، وارتبط تاريخيها بعددٍ من الشخصيات مثل : هلال بن سعيد ابن عرابه (حي في :1273هـ/1857) ، وسيف بن حمود البطاشي (ت:1420هـ/1999م). يمارس سكانها أنشطة اقتصادية عدة منها : الزراعة والرعي والحدادة وصناعة الفخار والحلي. وتشتهر بتربية الخيول العربية ، ومن الفنون الموسيقية التي تمارس فيها : الرزحة والعازي والزفة.
رفع نظام المحافظات الجديد المستوى الإداري لنيابة سناو إلى ولاية، ويصل تعداد سكانها إلى أكثر من 19 ألف نسمة . تزخر ولاية سناو بمحافظة شمال الشرقية بالعديد من المعالم التاريخية القديمة وتعد حارة السوق القديمة واحدة من المواقع التاريخية في سناو والتي سُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى سوقها العريق الذي يتوسط هذه الحارة يضم عددا من المحلات التجارية القديمة. تم العثور على كنز سناو داخل إناء فخاري في شوال 1399هـ / سبتمبر 1979م في ولاية سناو بمحافظة شمال الشرقية، ويتميز الإناء المزجج باللون الأزرق الفيروزي وبمقابض في كلا الجانبين، وبداخله (962) قطعة من الدراهم الفضية، تؤرخ للعهود الساسانية والإسلامية المبكرة. وقد قام فريق الحفظ والصون بالمتحف الوطني بترميم كنز سناو الذي يُعد أكبر كنز عملات عُثر عليه في السلطنة حتى اليوم في إطار سعي المتحف لإبراز مكنونات التراث الثقافي العُماني، منذ ظهور الأثر البشري وإلى يومنا الحاضر. ويعقد كل يوم خميس بسناو سوق الخميس، ويشهد حركة مكثفة بسبب قربه من تجمعات البدو، الذين يقصدونه للتزود باحتياجاتهم وبيع مواشيهم ومنسوجاتهم اليدوية ويبدأ هذا السوق من السادسة صباحا ولغاية الواحدة مساء . كما يحتوي سوق الحرفيين على مختلف الصناعات الحرفية والتقليدية كصناعة النسيج والمصوغات الفضية والغزل وبعض المنتجات الحرفية التي يتم تصنيعها بالمنزل. إن سوق سناو من الأسواق التجارية النشطة في محافظات وولايات السلطنة، وتدشين سوق الحرفيين كل يوم سبت من كل أسبوع يضيف الكثير لممارسة الحرف التقليدية وتسويقها والتي كانت من ضمن مطالب الحرفيين بفتح منافذ تسويقية لهم لتكون رافد لمنتجاتهم الحرفية، والسوق سيكون حافزا للحرفيين للإبداع في صناعاتهم الحرفية وعرض منتجاتهم. الإقبال كبير على سوق الحرفيين بسناو كونها تمتلك سوقا تجاريا نشطا سواء في سوق (الكبرة) أو سوق الأسماك والخضار أو سوق الخميس وأيضا هناك حضور قوي للباعة من الولايات المجاورة في عرض منتجاتهم في سوق الخميس فهذا يسهل ويعرف معظم أهالي الولايات أن سوق الحرفيين في سناو ناجح بنجاح سوق الخميس.
بالرغم من التطور والتقدم الذي حققه المجتمع العماني في كل نواحي الحياة إلا أن الحفاظ على التراث العماني الأصيل شكل ركيزة أساسية للدولة العصرية وملمحا من الملامح المميزة للمجتمع العماني باعتبار أن التراث عنصر أساسي في تشكيل الهوية الوطنية وقد امتد الاهتمام بالتراث العماني إلى العناية بالحرف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. ومن الحرف التقليدية العمانية : صناعة السفن تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري عبر آلاف السنين حيث قامت في أنحاء السلطنة صناعات بحرية متقدمة في ذلك الزمن . وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب باستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك - أو زيت جوز الهند أيضاً - أو زيت السمسم. وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير) وهي طريقة تقليدية متشابهة - في جوهرها - مع مناطق الخليج العربي، وكذلك مناطق البحر الأحمر. وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها بعضها لم يعد مستخدماً الآن في حين ان البعض الآخر لا يزال مستخدماً، وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشاشة، والماشوة). صناعة الحلي والفضيات تعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الإجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات. وتأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح الوطنية التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت من الأوقات. صناعة الحلوى العمانية تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني للكرم والأصالة. ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين. وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان. صناعة الفخاريات كانت هذه الحرفة متطورة إلى حد ما وكان صانعوا الفخار في غاية المهارة بتقنياتهم القديمة التي يستخدمون فيها عجلة بسيطة تعمل بواسطة القدم. لقد كانوا يقومون بتسخين المادة الخام في أفران كبيرة مخصصة لصناعة الطوب ويزودونها بالوقود الذي كان عبارة عن أغصان مقطوعة. لقد كانت بهلا ولفترة طويلة مركزا لصناعة الفخار في عمان وقد تطورت هذه الحرفة اليدوية حديثا بحيث عززت بمواد صينية خاصة. وهناك مراكز أخرى لصناعة الفخار مثل بلاد بني بو حسن وسمائل ومسلمات ومطرح وصحم وصلالة وفي بهلاء حيث يتوفر الطين ذو النوعية الجيدة. صناعة السعفيات جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي. وقد قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مجددا بتجديد هذه الصناعة لكي تبقى ويرى إبداع العماني فيها سواء لمن يحبون استعادة التراث أو المقيمين الذين يعيشون داخل البلاد أو السياح الذين يحبون اقتناء المنتج العماني ويستهدف التجديد الولوج للأسواق الخارجية حيث يتم البحث عن أسواق جديدة لهذه الصناعات مع تجديد وتطوير الآليات المستخدمة في هذه الصناعات لتتواكب وعالم اليوم الذي دخلت عليه الكثير من التطورات التكنولوجية.وغيرها من الحرف التقليدية العمانية كفن النقش على الخشب ، وصناعة البخور ، وغزل النسيج وغيرها.