تعتبر محافظة شمال الباطنة - والتي تمتد كشريط ساحلي بين البحر والجبل - من أهم محافظات سلطنة عُمان جغرافيا واقتصاديا، وتضم ست ولايات هي صحار، وشناص، ولوى، وصحم، والخابورة، والسويق، ومركز المحافظة ولاية صحار، ولكونها تمتلك موقعا جغرافيا بالغ الحيوية يمتد على الساحل الجنوبي لبحر عُمان، كانت محافظة شمال الباطنة نافذة بحرية عُمانية ربطت عُمان بالدول الأخرى عبر النشاط البحري والتجاري العُماني في الخليج والمحيط الهندي.
كما تتميز محافظة شمال الباطنة بإمكانات اقتصادية تتمثل في أنها تضم أكبر سهول سلطنة عُمان الزراعية (سهل الباطنة) وتتنوع بها الخامات المعدنية التي تم البدء في استغلالها لإقامة عدة صناعات ثقيلة حيوية.
ويمثل ميناء صحار الصناعي واحدا من المشروعات الاقتصادية العملاقة في السلطنة خاصة في ظل استقطاب المنطقة الصناعية في صحار لعدد كبير من المشروعات الصناعية الكبيرة والتحويلية كالسماد والبتروكيماويات والألمونيوم والحديد، وعزّز ذلك إنشاء المنطقة الحرة في صحار ومطار صحار الذي يمثل جهة جوية جديدة لسلطنة عُمان، إلى جانب مشروع طريق الباطنة السريع الذي يعد من بين المشاريع الاستراتيجية العصرية في السلطنة.
يبلغ عدد سكان محافظة شمال الباطنة (784,681) نسمة وفقا لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2020م، و(780,899) نسمة وفقا لإحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات لشهر أغسطس 2021م، ويبلغ عدد الأعضاء المنتخبين للمجلس البلدي لمحافظة شمال الباطنة (28) عضوًا يمثلون مختلف ولايات المحافظة.
ولاية لوى هي إحدى ولايات محافظة شمال الباطنة . تُطل على ساحل بحر عمان من جهة الشرق وتحدها من جهة الشمال ولاية شناص ومن الجنوب ولاية صحار ومن جهة الغرب ولاية محضة بمحافظة البريمي ، وهي تبعد عن مدينة مسقط حوالي 277كم. تضم عددا من القلاع والحصون والأبراج، أهمها "قلعة لوى" التي تتألف من ثلاث أبراج رئيسية تتمركز في أطراف السور المحيط بهذه القلعة، وقلعة"فزح" التي يبلغ ارتفاعها مائة متر تقريبا، أما حصن "أولاد يعرب" فهو من الطين الأبيض، ويقع على شاطئ البحر في منطقة حرمول، كما ينتشر بالولاية وعلى قمم جبالها عدد من الأبراج، وبها أيضا عدد من المساجد الأثرية، أهمها مسجد الإمام الربيع بن حبيب، وهو احد علماء عمان الذي نشأ في قرية (غضفان) بالولاية، إلى جانب ذلك، هناك بعض المعالم السياحية التي تتمثل في عدد من العيون والأفلاج والكهوف، مثل "عين العزم" المحاذية لخور البحر والتي تنتشر على جانبها أشجار ((القرم))، وفي جبل أبو كهف يوجد اشهر كهوف ولاية لوى، وهناك حوالي عشرين فلجا.
ولاية السويق إحدى ولايات محافظة شمال الباطنة . تطل على بحر عُمان من جهة الشمال ، وتحدها من الجنوب نيابة الحوقين بولاية الرستاق ، ومن الشرق ولاية المصنعة ، ومن الغرب ولاية الخابورة . واتخذت هذه الولاية من الجمل شعاراً لها. تجمعاتها السكانية حوالي 32 تجمعاً منها : السويق وخضراء آل سعيد وخضراء آل بو رشيد وضيان البوسعيد والبداية ومشايق بني خروص ذات المعالم الطبيعية التي تجمع بين الجبال العالية والكثبان الرميلة . طبيعة ولاية السويق متنوعة بين الجبال والأودية والشواطئ والكثبان الرملية ، ومن أوديتها وادي اللسداني ووادي الجهاور ووادي الحيلين . وتوجد فيها عيون مائية وأخوار، منها : عين الرحب ذات المياه الكبريتية التي تستعمل للاستشفاء من بعض الأمراض ، وعين صفاة العين ، وعين جبيجب وعين أم المسماة وخور ضيان البوسعيد. ويوجد أيضا في الولاية 36 فلجاً. وفيها شجرة نادرة في عُمان تعرف باسم شجرة الديباج. تحتوى الولاية على مجموعة من المعالم التاريخية مثل : حصن السويق وحصن الثرمد وسور آل هلال وسور المغابشة بالإضافة إلى بعض القرى التاريخية مثل : قرية بدت؛ التي يوجد بها حصن بدت . وقد ارتبط تاريخ السويق بعددٍ من الأئمة والفقهاء منهم : الإمام سالم بن راشد الخروصي ، وعبيد بن فرحان ، ومحمد بن سليم الغاربي ، وسباع بن راشد الرشيدي، ومحمد بن سلطان البوسعيدي. تشتهر ولاية السويق بمجموعة من المهن والحرف أبرزها : التجارة وصناعة الفضيات والسعفيات والحلوى العُمانية ، ويوجد بها أسواق كثيرة مثل : سوق البداية وسوق الثرمد . وتشتهر بالزراعة ، وصيد الاسماك ، وتربية الماشية . وتشتهر أيضا بفنون منها : الرزحة والقصابي والتشح شح والعيالة والدان دان والليوا والمالد والتغرود والديوان.
ولاية صحم إحدى ولايات محافظة شمال الباطنة. تحدها من جهة الشمال ولاية صحار ومن الجنوب ولاية الخابورة أما من الجهة الشرقية فتطل على بحر عمان وتحدها ولايتا ينقل وعبري من الغرب ، تبعد عن مدينة مسقط حوالي 200كم ، واتخذت شجرة الليمون شعارا لها. تتنوع طبيعة ولاية صحم بين الجبل والسهل والساحل ؛ إذ توجد بها سلاسل جبلية ، ومجموعة من الأودية كوادي بني عمر ، ووادي المحموم ووادي السخن ووادي أم خليفة ووادي دهوى ووادي شيدة ووادي وم ووادي عومة ووادي المغار ووادي الصرمي ووادي شافان ووادي القنوت ووادي عاهن . ويوجد بها خور أبو ضروس وخور الأدغم وخور الحمام وخور الملح وخور الظبي وخور العين . كما يوجد بها 123 فلجاً ، وتتنوع الموارد الطبيعية في هذه الولاية ، فهي تشتهر بزراعة الليمون وتصديره ، ويوجد بها أقدم مكتب لتصدير الليمون في عُمان ، إذ افتتح عام 1922م . وتنتشر بها أشجار السمر والغاف والسدر والشخر والعرش والأراك والشوع والسلم وغيرها . تضم ولاية صحم من المواقع التاريخية : حصن الفليج وقلعة الرواشد وقلعة آل حليس وقلعة الردة وحصن صحم وحصن الرواشد وحصن آل بريك وحصن الحجرة وحصن الشيخ وهو أقدم الحصون في ولاية صحم . كما يوجد بها مجموعة من الأبراج كبرج العقير وبرج خور الحمام. يزاول سكان الولاية من الأنشطة الاقتصادية : الزراعة والتجارة وصيد الأسماك وتربية الماشية وصناعة الأدوات الزراعية والخنجر العُماني والسيوف والحلي النسائية والسعفيات والفخار وصناعة السفن والحلوى العُمانية . ومن الفنون التي تؤدى في ولاية صحم : العيالة والرزحة والعازي والونة والطارق والدان دان والزفة.
ولاية شناص إحدى ولايات محافظة شمال الباطنة. تحدها من جهة الشمال دولة الإمارات العربية المتحدة ومن الجنوب ولاية لوى ومن الشرق بحر عمان ومن الغرب ولاية محضة . تبعد عن العاصمة مسقط حوالي 284كم . بها عدد من القلاع والحصون والأبراج الأثرية، واهم قلاعها : قلعة شناص، ومن حصونها: رسة الملح-خضراوين-عجيب، وحصن الأسرار الذي لم يبق منه إلا القليل، وتعدد الأبراج في ولاية شناص، حيث تقدر بحوالي 35 برجا أهمها : المرير الذي يقع على شاطئ البحر وبرج أسود، ومن المعالم السياحية بالولاية، حديقة شناص-شجيرات القرم الكثيفة على خور البحر، والتي تحظى بالاهتمام والتطوير من جانب البلدية مما يجعلها منتجعا سياحيا جميلا، بالإضافة إلى وادي الغليلة ووادي الأسود.
ولاية صحار إحدى ولايات محافظة شمال الباطنة. تحدها من الجهة الشمالية ولاية لوى ومن جهة الجنوب ولاية صحم وتطل من جهة الشرق على بحر عمان وتحدها من جهة الغرب ولاية البريمي . تبعد عن العاصمة مسقط حوالي 230كم ، وهي المركز الإداري لمحافظة شمال الباطنة ، وقد اتخذت ولاية صحار من قلعتها شعارا لها . كانت عاصمة لعمان قبل ظهور الإسلام ومن أثارها التاريخية قلعة الشماء واشتهرت بإنتاج وتصدير النحاس منذ زمن طويل، وتزخر بالعديد من المعالم الأثرية المنتشرة في ربوعها، إلا أن أبرزها على الإطلاق هي "قلعة صحار" التي تعد من أهم القلاع والحصون في منطقة الباطنة كافة نظرا لموقعها المتميز ودورها الكبير الذي لعبته طوال القرون الماضية، ويرجع تاريخ بنائها إلى نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادي، حيث توضح الحفريات الأثرية المكتشفة حول القلعة في عام (1980) بأن بناءها يرجع إلى القرن الرابع عشر الميلادي في الطرف الجنوبي من المدينة وأن " أمراء هرمز" هم الذين قاموا ببنائها في عهد ملوك بني نبهان، وتتميز قلعة صحار في داخلها بوجود نفق يمتد إلى مسافة عشر كيلومترات إلى جهة الغرب، حيث ولاية البريمي وكان يجري استخدامه "كخط للإمداد والتموين" بواسطة الخيول عندما تكون القلعة في حالة حصار في زمن الحرب، وفي داخل قلعة صحار توجد عدة آبار للمياه الصالحة للشرب، كما تنتشر بها عدة أبراج كانت تستخدم للرصد والمراقبة والدفاع عن المدينة عند اللزوم، وفي الطابق الأرضي منها يوجد قبر السيد ثويني بن سعيد بن سلطان.
ولاية الخابورة إحدى ولايات محافظة شمال الباطنة . تطل من جهة الشمال على بحر عُمان وتتصل من جهة الجنوب بولاية عبري بمحافظة الظاهرة ومنالشرق تحدها ولاية السويق ومن الغرب ولايتا صحم وصحار ، وتبعد عن مدينة مسقط حوالي 171كم. واتخذت الخنجر العماني شعارا لها. بها عدة قلاع أهمها: " قلعة بو سعيد"-وعدد من الحصون والأبراج، أهمها حصن : قصبية البوسعيد-الهجاري-البديعة-الغشيين-العقلي-سور قطيط-سور الدواحنة-حصن فلج بني ربيعة-وحصن الخبت (العين)، إما الأبراج فهي : الخويرات-الرديدة-خوررسل-قصبية الحواسنة-وبرج سورقطيط، وفي ولاية "الخابورة" حوالي 150فلجا، أهمها "القصف ونبعان" كما تنتشر في جبالها الكهوف التي لا تحمل أسماء محددة.
بالرغم من التطور والتقدم الذي حققه المجتمع العماني في كل نواحي الحياة إلا أن الحفاظ على التراث العماني الأصيل شكل ركيزة أساسية للدولة العصرية وملمحا من الملامح المميزة للمجتمع العماني باعتبار أن التراث عنصر أساسي في تشكيل الهوية الوطنية وقد امتد الاهتمام بالتراث العماني إلى العناية بالحرف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. ومن الحرف التقليدية العمانية : صناعة السفن تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري عبر آلاف السنين حيث قامت في أنحاء السلطنة صناعات بحرية متقدمة في ذلك الزمن . وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب باستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك - أو زيت جوز الهند أيضاً - أو زيت السمسم. وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير) وهي طريقة تقليدية متشابهة - في جوهرها - مع مناطق الخليج العربي، وكذلك مناطق البحر الأحمر. وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها بعضها لم يعد مستخدماً الآن في حين ان البعض الآخر لا يزال مستخدماً، وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشاشة، والماشوة). صناعة الحلي والفضيات تعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الإجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات. وتأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح الوطنية التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت من الأوقات. صناعة الحلوى العمانية تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني للكرم والأصالة. ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين. وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان. صناعة الفخاريات كانت هذه الحرفة متطورة إلى حد ما وكان صانعوا الفخار في غاية المهارة بتقنياتهم القديمة التي يستخدمون فيها عجلة بسيطة تعمل بواسطة القدم. لقد كانوا يقومون بتسخين المادة الخام في أفران كبيرة مخصصة لصناعة الطوب ويزودونها بالوقود الذي كان عبارة عن أغصان مقطوعة. لقد كانت بهلا ولفترة طويلة مركزا لصناعة الفخار في عمان وقد تطورت هذه الحرفة اليدوية حديثا بحيث عززت بمواد صينية خاصة. وهناك مراكز أخرى لصناعة الفخار مثل بلاد بني بو حسن وسمائل ومسلمات ومطرح وصحم وصلالة وفي بهلاء حيث يتوفر الطين ذو النوعية الجيدة. صناعة السعفيات جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي. وقد قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مجددا بتجديد هذه الصناعة لكي تبقى ويرى إبداع العماني فيها سواء لمن يحبون استعادة التراث أو المقيمين الذين يعيشون داخل البلاد أو السياح الذين يحبون اقتناء المنتج العماني ويستهدف التجديد الولوج للأسواق الخارجية حيث يتم البحث عن أسواق جديدة لهذه الصناعات مع تجديد وتطوير الآليات المستخدمة في هذه الصناعات لتتواكب وعالم اليوم الذي دخلت عليه الكثير من التطورات التكنولوجية.وغيرها من الحرف التقليدية العمانية كفن النقش على الخشب ، وصناعة البخور ، وغزل النسيج وغيرها.