تحظى محافظة مسندم بأهمية استراتيجية بالغة حيث تطل على مضيق هرمز الذي يعد أكثر الممرات المائية الدولية أهمية بالنسبة لصادرات النفط والتجارة سواء على مستوى المنطقة أو على المستوى الدولي، إذ يمرّ من خلاله نحو 90٪ من صادرات دول الخليج من النفط إلى العالم الخارجي، كما أنه يعد البوابة الشرقية لحركة التجارة والملاحة من وإلى الدول المطلة على الخليج، تقع محافظة مسندم في أقصى شمال سلطنة عُمان وتطل على مضيق هرمز وهو بمثابة البوابة التي تربط بين الخليج وبين البحار المفتوحة في بحر عُمان والمحيط الهندي.
وتضم محافظة مسندم أربع ولايات هي: خصب، ودبا، وبخا، ومدحاء، ومركز المحافظة ولاية خصب، ويدير شؤون محافظة مسندم معالي وزير الدولة ومحافظ مسندم.
ويبلغ عدد سكان المحافظة (49,062) نسمة وفقًا لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2020م، و(48,834) نسمة وفقًا لإحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات لشهر أغسطس 2021م، ويبلغ عدد الأعضاء المنتخبين للمجلس البلدي لمحافظة مسندم (8) أعضاء يمثلون مختلف ولايات المحافظة.
تقع في الجانب الشمالي من محافظة مسندم ، وتطل على بحر عُمان من جهة الشرق ، والخليج العربي من جهة الشمال الغربي ، كما تحيط بها الجبال من ثلاثة حزانب ، وتبعد عن العاصمة مسقط بحوالي 481كم ، وتمثل المركز الإقليمي لمحافظة مسندم. تجمعاتها السكانية حوالي 208 تجمعات منها : خصب وقدا والحرف وكمزار وليماء . تضم الولاية جملة من المعالم الطبيعية مثل : جبل حريم ، وبها جزر كثيرة كجزير أم الغنم وجزيرة مسندم وجزيرة أم الطير وجزيرة سلامة وبناتها وجزيرة أم الفيارين وجزيرة الخيل وجزيرة مخبوق وجزيرة ساويك وجزيرة أبو مخالف وجزيرة أم البيض . وفيها مجموعة من الأخوار كخور شم وخور النيد وخور حبلين وخور غب وخور قبة .
إحدى ولايات محافظة مسندم ، تقع في الجانب الجنوبي الغربي منها ، وتطل على الخليج العربي . تحدها من جهة الشرق ولاية خصب ؛وتجاور دولة الإمارات العربية المتحدة . تجمعاتها السكانية حوالي 22 تجمعاً ، منها بخاء والجادي وغمضاء والجري . طبيعة الولاية سهلية وجبلية ، بها عيون مائية مثل عين الثوارة في قرية الجادي ، وكهوف جبيلية تزيد على 16 كهفاً ، ويوجد على شواطئها شعب مرجانية ، وتنتشر فيها السلاحف السوداء وطيور النورس. من المواقع الأثرية بالولاية موقع يحتوى على نقوش مرسومة على الصخور في سفوح غمضاء ، تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد (العهد السومري) ، وموقع الجدة الأثري الذي يحتوى على آثار مساكن حجرية . بولاية بخا حصون وقلاع ، مثل : حصن بخا ، وقلعة الفسلة ، وبها ثلاثة أبراج ، هي : برج الحصن وبرج مربعة القشة وبرج مربعة العمارة.
إحدى ولايات محافظة مسندم ، تقع في الجانب الجنوبي الشرقي منها ، وهي أكبر ولايياتها ، وتطل على بحر عُمان من جهة الشرق ، وتجاور دولة الإمارات العربية من جهة الجنوب .تجمعاتها السكانية حوالي 140 تجمعاً منها : دبا وجدة . تتنوع طبيعتها ؛ فتجمع بين الجبال والأودية ، مثل : جبل رعلة بني مرة وجبل كيوي. ومن أوديتها : وادي الخب ووادي البدي.بها عيون مائية تعرف بعين السقطة ، ومجموعة من الكهوف الجبلية ، وخلجان الغباين التي تتوسط الجبال ، وعدد من الأخوار ، مثل : خور معلى وخور صانات وخور حفة وخور زغي. وتتميز هذه الأخوار بكثرة الشعاب المرجانية فيها .
تقع في الجانب الشمالي من محافظة مسندم ، تحدها دولة الإمارات العربية المتحدة من الشمال والجنوب والغرب. كانت ولاية مدحاء قبل عام 1979م تابعة لولاية شناص. تجمعاتها السكانية حوالي 12 تجمعاً منها : مدحاء والأنظار والحارة والشرية . يوجد في ولاية مدحاء بعض العيون المائية مثل : عين الصماي التي تبلغ معدل تدفقها ثلالث لترات في الثانية ، وعين حجر بني حميد التي يبلغ معدل تدفقها حوالي أربعة لترات في الثانية .
بالرغم من التطور والتقدم الذي حققه المجتمع العماني في كل نواحي الحياة إلا أن الحفاظ على التراث العماني الأصيل شكل ركيزة أساسية للدولة العصرية وملمحا من الملامح المميزة للمجتمع العماني باعتبار أن التراث عنصر أساسي في تشكيل الهوية الوطنية وقد امتد الاهتمام بالتراث العماني إلى العناية بالحرف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. ومن الحرف التقليدية العمانية : صناعة السفن تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري عبر آلاف السنين حيث قامت في أنحاء السلطنة صناعات بحرية متقدمة في ذلك الزمن . وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب باستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك - أو زيت جوز الهند أيضاً - أو زيت السمسم. وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير) وهي طريقة تقليدية متشابهة - في جوهرها - مع مناطق الخليج العربي، وكذلك مناطق البحر الأحمر. وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها بعضها لم يعد مستخدماً الآن في حين ان البعض الآخر لا يزال مستخدماً، وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشاشة، والماشوة). صناعة الحلي والفضيات تعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الإجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات. وتأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح الوطنية التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت من الأوقات. صناعة الحلوى العمانية تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني للكرم والأصالة. ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين. وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان. صناعة الفخاريات كانت هذه الحرفة متطورة إلى حد ما وكان صانعوا الفخار في غاية المهارة بتقنياتهم القديمة التي يستخدمون فيها عجلة بسيطة تعمل بواسطة القدم. لقد كانوا يقومون بتسخين المادة الخام في أفران كبيرة مخصصة لصناعة الطوب ويزودونها بالوقود الذي كان عبارة عن أغصان مقطوعة. لقد كانت بهلا ولفترة طويلة مركزا لصناعة الفخار في عمان وقد تطورت هذه الحرفة اليدوية حديثا بحيث عززت بمواد صينية خاصة. وهناك مراكز أخرى لصناعة الفخار مثل بلاد بني بو حسن وسمائل ومسلمات ومطرح وصحم وصلالة وفي بهلاء حيث يتوفر الطين ذو النوعية الجيدة. صناعة السعفيات جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي. وقد قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مجددا بتجديد هذه الصناعة لكي تبقى ويرى إبداع العماني فيها سواء لمن يحبون استعادة التراث أو المقيمين الذين يعيشون داخل البلاد أو السياح الذين يحبون اقتناء المنتج العماني ويستهدف التجديد الولوج للأسواق الخارجية حيث يتم البحث عن أسواق جديدة لهذه الصناعات مع تجديد وتطوير الآليات المستخدمة في هذه الصناعات لتتواكب وعالم اليوم الذي دخلت عليه الكثير من التطورات التكنولوجية.وغيرها من الحرف التقليدية العمانية كفن النقش على الخشب ، وصناعة البخور ، وغزل النسيج وغيرها.