محافظة ظفار، أرض اللبان والبخور في الجزيرة العربية، وكما كانت ظفار بوابة عُمان الضخمة على المحيط الهندي ومعبر القوافل في جنوب شبه الجزيرة العربية، فإنها كانت كذلك بوابة عُمان إلى التقدم والتطور والازدهار في ظل النهضة العُمانية الحديثة.
تقع محافظة ظفار في أقصى جنوب سلطنة عُمان، وتبعد مدينة صلالة عن مسقط بنحو ألف كيلومتر، وتتصل محافظة ظفار من الغرب بمحافظة الوسطى ومن الجنوب الشرقي والجنوب ببحر العرب، ومن الغرب والجنوب الغربي بالحدود مع الجمهورية اليمنية ومن الشمال والشمال الغربي بصحراء الربع الخالي، وتشتهر بطقسها الموسمي والذي يعرف محليًا «بالخريف»، حيث تعيش أحلى أوقاتها وتكسوها الخضرة ويلف الضباب الأبيض هضابها كما يهطل الرذاذ الخفيف ليلطف الجو.
تضم محافظة ظفار (10) ولايات هي: صلالة، وطاقة، ومرباط، ورخيوت، وثمريت، وضلكوت، والمزيونة، ومقشن، وشليم وجزر الحلانيات، وسدح، ومركز المحافظة ولاية صلالة.
يبلغ عدد سكان محافظة ظفار (416,458) نسمة وفقًا لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2020م، و(409,019) نسمة، وفقا لإحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات لشهر أغسطس 2021م.
يدير شؤون المحافظة معالي وزير الدولة ومحافظ ظفار، ويبلغ عدد الأعضاء المنتخبين للمجلس البلدي لمحافظة ظفار (24) عضوًا يمثلون مختلف ولايات المحافظة.
تقع على الساحل الشرقي من محافظة ظفار ، تحدها من الشمال ولاية شليم وجزر الحلانيات وجبل سمحان ، وتطل من الجنوب على بحر العرب ، ومن الشرق تحدها ولاية شليم وجزر الحلانيات ، ومن الغرب ولاية مرباط. تجمعاتها السكانية حوالي 29 تجمعاً ، وتتبع الولاية بعض المراكز الإدارية ، مثل : جوفاء ، وحدبين ، وحاسك . تتنوع التضاريس في ولاية سدح ؛ إذ تشمل الجبال والسهول والأودية والعيون المائية والشواطئ . ويوجد بها جبل رأس نوس وجبل حبرير وجبل سمحان الذي يمتد في ثلاث ولايات هي : سدح ومرباط وشليم .
ولاية شليم وجزر الحلانيات: تقع في أقصى الشرق من محافظة ظفار ، وتبعد عن العاصمة مسقط بحوالي 827كم . وكانت الولاية تعرف بولاية جزر الحلانيات إلى أن صدر المرسوم السلطاني رقم 87/91 بتعديل اسم الولاية إلى ولاية شليم وجزر الحلانيات. تتكون الولاية من بلدة شليم وجزر الحلانيات ، وشليم من المناطق السكانية الجديدة التي ظهرت بعد عام 1970 بكونها منطقة إدارية مأهولة بالسكان ، أما جزر الحلانيات فتعرف بجزائر بن غلفان . والحلانيات مفردها حلانية ، والحلانية هي أكبر جزيزة من ضمن جزر الحلانيات ، ثم عُممت التسمية على كل الجزر ، وأصبح يطلق عليها الحلانيات .
تقع في الجانب الشمالي الشرقي من محافظة ظفار ، وتحدها من الشمال الغربي المملكة العربية السعودية ، ومن الشمال الشرقي ولاية هيماء . تجمعاتها السكانية حوالي 9 تجمعات منها : مقشن والمنادر ورملة مقشن ومرسودد والمشاش . وتتبع الولاية ثلاث نيابات ، وهي : المشاش ومنذر الظبيان ومرسودد. ومركزان إداريان هما : فرشه قتبيت وكضرة قتبيت . بيئة هذه الولاية صحراوية تكثر بها الكثبان الرملية ، كما تجري بها العديد من الأودية ، وتتميز ولاية مقشن عن باقي ولايات محافظة ظفار بكثرة أشجار النخيل ، وقد عثر في هذه الولاية على مواقع أثرية تحتوى على أدوات تعود إلى العصر الحجري القديم . تشتهر هذه الولاية بمجموعة من الحرف كالزراعة وتربية المواشي والرعي ، كما تعرف بالعديد من الصناعات كالصناعات السعفية والجلدية .
هي إحدى ولايات محافظة ظفار تقع بين ولايتي صلالة ومرباط . وتتبعها نيابتا مدينة الحق وجبجات ، كما يتبعها مركزان إدرايان هما : خبرارت وشيحيت . تتنوع طبيعة ولاية طاقة ، فهي ولاية ساحلية تحتوى على شواطئ ، كما تحتوى على سهول وجبال . وتنتشر فيها الكهوف ، مثل : كهوف طاقة وكهوف وادي دربات ، كما يوجد بها خور طارقة وخورروري اللذان أعلنا محميتين ضمن محميات الأخوار بساحل ظفار ، ويوجد وذلك بموجب المرسوم السلطاني رقم 49 /97 . ويوجد في هذه الولاية أيضا ؛ عين خور طاقة وعين دربات التي تتميز بشلالاتها .
ولاية صحراوية ، تحدها من جهة الشمال ولاية مقشن ، ومن جهة الغرب ولاية صلالة ، ومن الشرق ولاية شليم وجزر الحلانيات ، ومن الغرب ولاية المزيونة . يبلغ عدد التجمعات السكانية حول مركز الولاية حوالي اثنان وثلاثين تجمعاً سكانياً أهمها : ثمريت وروية وربكوت ، كما تتبع هذه الولاية خمس نيابات هي : الشصر ومضي وحلوف ومسحلية ومركز قتبيت (سدحون). تتنوع البيئة الطبيعية في ولاية ثمريت ، فهي تقع وسط الصحراء ، وتحدها من جهة الشمال كثبان رملية . ومن جبالها : جبل حلوف الذي يتميز بلونه الأبيض. ومن أوديتها : وادي دوكة .وبها عيون كمائية أبرزها : عيم مشديد ؛ وهي ذات مياه عميقة ساخنة . وتنتشر في ولاية ثمريت أشجار اللبان من نوع اللبان النجدي في وادي دوكة خاصة . ويوجد فيها حيوان المها العربي.
ولاية صلالة: إحدى ولايات محافظة ظفار ، وهي المركز الإداري للمحافظة ، تقع على سهل خصب مطل على بحر العرب ، وتحدها من الشمال ولاية ثمريت ، ومن الشرق ولاية طاقة ، ومن الغرب ولاية رخيوت ، وتبعد عن العاصمة مسقط بحوالي 1023كم. تنعت صلالة بالعديد من الأسماء ، منها : سلة الخبز وغبة النيل ؛ وذلك لوفرة خيراتها التجارية والزراعية من حبوب وبخور وطيب وغيره . وتنعت كذلك بصلالة الصين ؛ لكثرة الأواني الصينية التي تزين بها البيوت في صلالة ، وللتواصل التجاري الذي كان بين ظفار والصين في القرن الخامس عشر الميلادي . ومن الناحية كان اسم صلالة لا يطلق إلا على القرى الثلاث الواقعة شمال حزام المزراع وهي : صلالة الشرقية وصلالة الوسطى وصلالة الغربية ، أما القرى المجاورة لصلالة فتجمل أسماءها القديمة ، مثل الدهاريز والحصن والحافة والرباط وعوقد .
إحدى ولايات محافظة ظفار ، تقع في الجانب الغربي من المحافظة ، تحدها من الشمال نيابة هرويب بولاية المزيونة ، ومن الجنوب تطل على بحر العرب ، ومن الشرق تحدها ولاية صلالة ، ومن الغرب ولاية ضلكوت . تجمعاتها السكانية حوالي 55 لاتجمعاً منها : رخيوت وأشقول ومقورح وعرفت وحصل وانزوت وشهب آصعيب . تتميز هذه الولاية بالتنوع البيئي ؛ إذ يطل عليها جبل القمر ، كما توجد بها مرتفعات أمبروف , وتحتوى جبالها على الكهوف منها : كهف شروت وكهف أخارات وكهف حرتوم. ويوجد فيها من الشواطئ ؛ شاطئ خيرفوت وشاطئ الحوطة وشاطئ الفزايح وشاطئ صفقوت. بالإضافة إلى عييون مائية عذبة في شاطئ خيرفوت والحوطة مثل : عين منهال وعين ايروب وعين انحارات. وتضم خلجاناً ورؤوساً جبلية ، مثل : رأس ساجر الذي يحتوى على حواف جبلية . ويوجد في رخيوت أيضاً العديد من الموارد الطبيعية ، ففي شاطئ خيرفوت تنمو أشجار التين والصبار ، كما تنمو في الحوطة أشجار الحناء . وتوجد على شواطئ هذه الولاية أنواع من الطيور.
تقع في الجانب الغربي من محاافظة ظفار ، وتحدها من الشمال نيابة هرويب التابعة لولاية المزيونة ، ومن الجنوب تطل على بحر العرب ، أما من الجانب الشرقي فتحدها ولاية رخيوت ، ومن الغرب تحدها الجمهورية اليمنية . تجمعاتها السكانية حوالي 35 تجمعا منها : ضلكوت وديم وصرفيت ونيابة خظرفي . تتنوع بيئة ولاية ضلكوت ، إذ تضم الجبال والأودية والشواطئ الصخرية ، فيوجد بها القمر وهضبة درا وهضبة شيرشتي وهضبة غوطا وقمة صرفيت ورأس ضربة علي ، وتحتوي جبالها على كهوف ومغارات منها : كهف شيساع وكهف اصبير وكهف مشلول وحفره مكريش .
إحدى ولايات محافظة ظفار . كانت المزيونة نيابة ثم غيرت إلى ولاية بموجب المرسوم السلطاني رقم 2006/13 ، تجمعاتها السكانية حوالي عشرة تجمعات ، وتتبع الولاية ثلاث نيابات هي : ميتن وتوسنات وهرويب ، بالإضافة إلى مركز إداري في أندات. تتضمن ولاية المزيونة عدة مواقع أثرية منها موقع هانون الذي يحتوى على نقوش عربية وبعض الآثار التي تعود إلى ما قبل الإسلام ، وموقع وادي أنظور الذي يحتوى على آثار مستوطنة قديمة . ويوجد فيها قلعة حبروت العسكرية التي بنيت في ستينات القرن العشرين الميلادي في عهد السلطان سعيد بن تيمور (حكم :1350-1390هـ/ 1932-1970م).
تقع في الجانب الشرقي من المحافظة ، ويحدها من الشمال جبل سمحان ، ومن الجنوب تطل على بحر العرب ، ومن الشرق تحدها ولاية سدح ، ومن الغرب ولاية طاقة . تجمعاتها السكانية حوالي 162 تجمعاً ، منها : مرباط ووادي عين الغربي وكيزيت وغاديه وقرضيت ، وطوي اعتير. تتنوع البيئة في ولاية مرباط ، ونتيجة ذلك التنوع مواردها الطبيعية ، فهي تشمل : الجبال والشواطئ والرمال .ومن جبالها : جبل سمحان الذي يتوسط ثلاث ولايات من ولايات محافظة ظفار ، وهي : مرباط وسدح وشليم وجزر الحلانياتت . وقد أعلن عنه بموجب المرسوم السلطاني رقم 48 /97 ليكون إحدى المحميات الطبيعية في عُمان ، وذلك بهدف حماية الموارد الطبيعية فيه. اخترت مرباط في عام 2004 م لتكون المدنية التي تمثل الحضارة العربية الإسلامية في متحف الفضاء الرحب بمدينة بانمين بمملكة هولندا ، وفي 21 إبريل 2008م أطلق اسم مرباط على ناقلة نفط عملاقة بأمر من السلطان قابوس بن سعيد .
بالرغم من التطور والتقدم الذي حققه المجتمع العماني في كل نواحي الحياة إلا أن الحفاظ على التراث العماني الأصيل شكل ركيزة أساسية للدولة العصرية وملمحا من الملامح المميزة للمجتمع العماني باعتبار أن التراث عنصر أساسي في تشكيل الهوية الوطنية وقد امتد الاهتمام بالتراث العماني إلى العناية بالحرف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. ومن الحرف التقليدية العمانية : صناعة السفن تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري عبر آلاف السنين حيث قامت في أنحاء السلطنة صناعات بحرية متقدمة في ذلك الزمن . وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب باستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك - أو زيت جوز الهند أيضاً - أو زيت السمسم. وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير) وهي طريقة تقليدية متشابهة - في جوهرها - مع مناطق الخليج العربي، وكذلك مناطق البحر الأحمر. وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها بعضها لم يعد مستخدماً الآن في حين ان البعض الآخر لا يزال مستخدماً، وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشاشة، والماشوة). صناعة الحلي والفضيات تعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الإجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات. وتأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح الوطنية التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت من الأوقات. صناعة الحلوى العمانية تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني للكرم والأصالة. ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين. وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان. صناعة الفخاريات كانت هذه الحرفة متطورة إلى حد ما وكان صانعوا الفخار في غاية المهارة بتقنياتهم القديمة التي يستخدمون فيها عجلة بسيطة تعمل بواسطة القدم. لقد كانوا يقومون بتسخين المادة الخام في أفران كبيرة مخصصة لصناعة الطوب ويزودونها بالوقود الذي كان عبارة عن أغصان مقطوعة. لقد كانت بهلا ولفترة طويلة مركزا لصناعة الفخار في عمان وقد تطورت هذه الحرفة اليدوية حديثا بحيث عززت بمواد صينية خاصة. وهناك مراكز أخرى لصناعة الفخار مثل بلاد بني بو حسن وسمائل ومسلمات ومطرح وصحم وصلالة وفي بهلاء حيث يتوفر الطين ذو النوعية الجيدة. صناعة السعفيات جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي. وقد قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مجددا بتجديد هذه الصناعة لكي تبقى ويرى إبداع العماني فيها سواء لمن يحبون استعادة التراث أو المقيمين الذين يعيشون داخل البلاد أو السياح الذين يحبون اقتناء المنتج العماني ويستهدف التجديد الولوج للأسواق الخارجية حيث يتم البحث عن أسواق جديدة لهذه الصناعات مع تجديد وتطوير الآليات المستخدمة في هذه الصناعات لتتواكب وعالم اليوم الذي دخلت عليه الكثير من التطورات التكنولوجية.وغيرها من الحرف التقليدية العمانية كفن النقش على الخشب ، وصناعة البخور ، وغزل النسيج وغيرها.