• السبت : 19 - أبريل - 2025
  • الساعة الآن : 04:17 مساءً

 

يقع الحصن في وسط مدينة طاقة التي تبعد عن ولاية صلالة بحوالي33 كيلومترا، ويعود تاريخ هذا الحصن التاريخي كما تقول بعض المصادر إلى القرن التاسع عشر الميلادي كمبنى أهلي أقيم فيتلك الفترة، وتعود ملكيته للشيخ علي بن تمان المعشني ثم آل إلى الدولة في عهدالسلطان سعيد بن تيمور بن فيصل آل سعيد. وأقيم هذا المبنى على الطراز العربي الإسلامي من حيث الشكل والتصميم والزخارف التي وضعت في هذا المبنى، ويضم تحصينات عديدة وتقسيمات وأبراجا ومخابئ ومداخل للأغراض الإدارية والعسكرية كعادة العمانيين عند تشييد هذه القلاع والحصون التي تشتهر بها السلطنة.

وقد اهتمت وزارة التراث والثقافة بهذا الحصن التاريخي ونظرا لأهميته التاريخية والمعمارية، فقد قامت الوزارة عام 1992 م بترميمه وتجديده وفق طرازه المعماري، وتموضع الكثير من المحتويات والمقتنيات والحرف والمشغولات والتحف وغيرها، والتي وجدت في هذا الحصن أو التي تشتهر بها ولاية طاقة منذ القديم حتى يبقى هذا الحصن بنفس أثره التاريخي ومعالمه الأثرية، وتم افتتاحه رسميا سنة 1994 ‎م (عام التراث) ويزورهذا الحصن سنويا المئات من السائحين العرب والأجانب. والزائرلحصن طاقة يرى عراقة الإنسان العماني وأصالته في الحفاظ على المعمار العربي الإسلامي في أسلوب وطريقة البناء سواء في مدخل هذا الحصن أو الغرف أو القاعات العامة. وكانت العادات في الماضي وخاصة في المناسبات الدينية والوطنية التي تقام أمام الحصن، مثل عروض الهبوت وإلقاء القصائد والأهازيج المعبرة عن هذه المناسبة،التي أصبحت من العادات الباقية في الولاية ونياباتها.

وتبدأ العادة بعد صلاة العيد مباشرة، حيث يقوم المواطنون بزيارة الوالي لتهنئته بالعيد من خلال زفة الهبوت، وتتخللها القصائد والرقصات الشعبية الأخرى حتى يصلوا إلىالحصن حيث ينتظرهم الوالي والمسئولون أمام الحصن، ويبدؤوا في إلقاء القصائد ثم تقدم عروض الهبوت، وينصرفون بعد مصافحة الوالي وتهنئة بعضهم البعض بالعيد. وكذلك تقام الهبوت أمام مقر الوالي في المناسبات والأعياد الوطنية حيث تقام الهبوت تعبيرا عن الفرحة والغبطة بهذا الحدث الوطني.

وكان هذا الحصن قد تعاقب عليه العديد من الولاة عندما آلت ملكيته إلى الدولة في النصف الأول من القرن الماضي، وكان مركزا للإدارة في شؤون الولاية في القضاء وحلا لمنازعات، والإشراف على المهام والوظائف التي تدخل ضمن صلاحيات الوالي، وكان هذاالحصن هو مقر هذه الإدارة، ولحل المنازعات والتقاضي وغيرها من المهام، حتى عام 1970 م عندما تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، حيث تم إنشاء مقر جديد للوالي والإدارة المحلية وغيرها منالإدارات الحكومية التي ترعى الأعمال والمهام المختلفة في هذه الولاية، وأصبح الحصن معلما من المعالم التاريخية والأثرية ليبقى تجسيدا لعطاء العمانيين وأصالتهم في المعمار والبناء الرفيع.

يتكون الحصن من طابقين ، يحتوى الأرضي على بوابة الحصن في الجعة الغربية وهي تقضي إلى البرزة ثم إلى الفناء الداخلي . ويحتوى على مخازن الأطعمة والتمو ومخازن الأسلحة وسجن ، وتوجد بئر في الناحية الشرقية من فنائه الداخلي . ويتكون طابقة العلوي من غرف نوم ومجلس "سبلة" ومطبخ وأماكن استراحة . وقد زودت جدرانه بمرامٍ وفتحات تهوية وإضاءة "مرق" ، وسطحه محاط بشرفات مثلثة متجهة للأعلى .