تُعد محافظة مسقط بمثابة المنطقة المركزية للبلاد سياسيًا واقتصاديًا وإداريًا، ففيها تقع مدينة مسقط عاصمة السلطنة، ومقرّ الحكم ومركز الجهاز الإداري للدولة، كما تمثل محافظة مسقط مركزًا رئيسيًا حيويا للنشاط الاقتصادي والسياحي والتجاري سواء على المستوى المحلي أو في علاقات السلطنة مع الدول الأخرى.
تقع محافظة مسقط على بحر عُمان في الجزء الجنوبي من ساحل الباطنة، وتتصل من الشرق بجبال الحجر الشرقي ومحافظة شمال الشرقية، ومن الغرب محافظة جنوب الباطنة ومن الجنوب بمحافظة الداخلية، وتعتبر محافظة مسقط أعلى كثافة سكانية في السلطنة من بين المحافظات، ويبلغ عدد سكانها (1,302,440) نسمة، وفقًا لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2020م، و(1,270,308) نسمة، وفقا لإحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات لشهر أغسطس 2021م.
حظيت محافظة مسقط بالعديد من الإنجازات التي شملت كافة مجالات الحياة العصرية، وشهدت حركة تنموية نشطة في كل المجالات والأصعدة، كتنفيذ شبكة من الطرق الحيوية المزودة بكافة الأنظمة والتقنيات والخدمات التي تربط ولايات المحافظة، وتحسين الواجهات العامة ومجالات التشجير والحدائق وإنشاء الأسواق والمرافق العامة وترقية الأحياء السكنية التجارية وتخطيط بعض المناطق، مما جعلها في مصاف المدن المتقدمة، ومن أبرز العواصم من حيث التطور والتخطيط الذي يتعانق فيه الماضي التليد مع الحاضر المشرق والمستقبل الواعد.
وتضم محافظة مسقط ضمن حدودها الإدارية ست ولايات هي ولايات: مسقط، ومطرح، والعامرات، وبوشر، والسيب، وقريات، ومركز المحافظة ولاية مسقط.
ويدير كل ولاية (والٍ) يعينه وزير الدولة ومحافظ مسقط، والمحافظة بمثابة جهاز إداري يُعنى بخدمة المواطنين داخل حدودها الإدارية، ويدير شؤون محافظة مسقط معالي وزير الدولة ومحافظ مسقط.
ويبلغ عدد الأعضاء المنتخبين للمجلس البلدي لمحافظة مسقط (26) عضوًا يمثلون مختلف ولايات المحافظة.
مسقط واحدة من أجمل المدن العمانية المزدهرة بمعالم التاريخ والجغرافيا الطبيعية والمنجزات الحضارية والإنسانية، يعود تاريخها إلى ما قبل ظهور الإسلام بعدة قرون، وهي تطل على بحر عمان، وتحيط بها سلسلة من الجبال الرائعة الجمال، وتمتد قراها وجبالها حتى قرية السيفة عند مشارف ولاية قريات في الجنوب الشرقي. عُرفت مسقط بدورها التاريخي، وأسهمت بدور بارز كمحطة تجارية منذ العصور الإسلامية الأولى؛ إذ إنها كانت من أهم المراكز التجارية، بفضل موقعها الاستراتيجي المميز. وبها تقع قلعتي الجلالي والميراني، والعديد من البيوت الأثرية القديمة، والأبراج العالية في قمم الجبال المحيطة بمركز المدينة. تطل ولاية مسقط على خليج عمان عبر سلسلة جبلية طويلة تمتد من (بندر ناجي) المتاخمة لولاية مطرح من الجهة الشمالية الغربية والواقعة بين قريتي مطرح وريام ، وتمتد قرى مسقط وجبالها حتى قرية (السيفة) عند مشارف ولاية قريات في الجنوب الشرقي .القرى العشر التابعة لولاية مسقط هي: سداب – حرامل – البستان – الجصة – قنتب – يتي – ينكت – سيفة الشيخ – الخيران والسيفة. وتعد مدينة مسقط واحدة من مدن التاريخ القديم حيث تم بناؤها مع تدفق الهجرات العربية التي سبقت وأعقبت انهيار سد مأرب، وبذلك يعود تاريخها إلى ما قبل ظهور الإسلام بعدة قرون . ويأتي صيد الأسماك في مقدمة الحرف التقليدية لولاية مسقط التي يعشق أهلها الصيد، وترتبط بحرفة صيد الأسماك حرفة أخرى هي الطراقة أو خياطة الشباك (شباك الصيد)، وإلى جانب ذلك هناك أربع حرف أخرى هي : السعفيات – الإحتطاب – الرعي – والطب الشعبي . كما تتميز مسقط بوجود ثلاثة أنواع من الصناعات التقليدية هي: صناعة الذهب والفضة – صناعة الحلوى العمانية والنجارة .
ولاية مطرح لها مكانتها التاريخية والحضارية القديمة؛ حيث كانت تمثل الميناء التجاري العريق لسلطنة ُعمان، وقد عُدت أسواقها التجارية آنذاك بمثابة المصدر الرئيسي لتصدير البضائع إلى مختلف الأسواق المحلية والعالمية، كما يشكل ميناء السلطان قابوس اليوم بوابة سياحية مهمة لسلطنة عمان، باستقطابه السفن السياحية الكبيرة من مختلف بقاع العالم. يتميز سوق مطرح القديم بطابعه العمراني الفريد ومكوناته التاريخية العريقة، وبه تعرض مختلف السلع والمنتجات العمانية والمشغولات اليدوية؛ خاصة الحلي العمانية الذهبية والفضية، وهو مقصد الكثير من السياح والمهتمين بدراسة التاريخ والحضارة العمانية المجيدة. وتعد ولاية مطرح مركز التجارة والأعمال نظراً لوجود الميناء والحي التجاري بها. يبلغ عدد قرى مطرح ثمانية هي: مدينة مطرح، مطرح الكبرى، الوطية، روي، وادي عدي، عينت، القرم، ميناء الفحل. يقال بأن اسم مطرح هو دلالة على وجود مرسى السفن حيث يقال (طرحت السفينة أنجرها) بمعنى إنها رست ووقفت. وهناك من يقول أيضاً بأن مطرح دلالة على (طرح البضائع). تعد ولاية مطرح من أهم الولايات الست لمحافظة مسقط، بحكم مكانتها التاريخية والحضارية القديمة، حيث كانت تمثل الميناء التجاري العريق لسلطنة عمان، كما إن سوقها كان بمثابة المصدر الرئيس لتصدير البضائع بأصنافها المختلفة – إلى الأسواق العمانية في مختلف أنحاء سلطنة عمان، كما يقال بأنها كانت بلاداَ زراعية ذات نخيل وأشجار وفيها أفلاج وآبار مياهها عذبة صالحة للشرب والزراعة وكانت تزود السفن بالمياه. وتضم ولاية مطرح عدداَ من المعالم الأثرية والسياحية حيث يوجد بها عدة قلاع وأسوار وأبراج وأفلاج وأودية وحدائق ومنتزهات. وتعد قلعة مطرح – وتسمى (كوت مطرح) من أبرز القلاع الثلاثة عشر الموجودة بالولاية، ولها ستة أبراج متفرقة بنيت في عهد البرتغاليين أثناء احتلالهم لمسقط عام 1578م ، وكانت مقراً للحكم أثناء ولاية السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وهي تقع على الجبل المحاذي لشاطئ مطرح . ومن القلاع الأخرى : الروجة ، مطيرح الفناتيق ، جبل كلبوه ، لزم ، حكم ، الريح ، سنجوري ، الغريفة ، بحوار ، وبيت الفلج والشجيعية . ومن أهم الأسوار الموجودة في ولاية مطرح ذلك السور الممتد من الجبل الجنوبي إلى الجبل الشمالي، ويسمى سور روي، تتوسطه بوابة تعتبر في الحقيقة بوابة مسقط الأولى من جهة الشمال الداخل، وكان الغرض من بنائه هو تنظيم الدخول للعاصمة التي اتخذها السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي مقراً للحكم . كما توجد أسوار أخرى هي: سور اللواتيا الذي تتميز أبنيته بروعة التصميم الهندسي، كما تتسم شرفاتها المطلة على الطريق البحري بالطابع الإسلامي الجميل، كذلك سور مطرح القديم، وسور جبروه. وهناك ثلاثة حدائق عامة في كل من حي الميدان التجاري والوادي الكبير وريام ، ومتحفان : متحف القوات المسلحة والمتحف الوطني وكذلك المكتبة الإسلامية، وتضم الولايات حوالي 79. أهم الحرف في هذه الولاية هي : التجارة، صياغة الذهب والفضة، وصيد الأسماك . ومن الصناعات: الحلوى العمانية، السفاف والحبال والسرود والخياطة ، الحدادة، الخوصيات، الفضيات، العطور، العنبرية، والسعفيات .
إحدى ولايات محافظة مسقط. تطل من الشمال على بحر عمان ومن الجنوب تحدها الجبال ومن الشرق ولاية مطرح ومن الغرب ولاية السيب . تتخذ موقعها بين البحر والجبل، إلى الجنوب الغربي لولاية مطرح، وتضم حوالي 43 مدينة وقرية، أهمها : بلدة بوشر – الخوير – مدينة السلطان قابوس – الغبرة – العذيبة – غلا – مرتفعات مدينة الإعلام – الصاروج – الأنصب – الحمام – العوابي – المسفاة . تشتهر ولاية بوشر بشواطئ جميلة وحدائق غناء تسقيها أفلاج خصبة، فيما تشكل عيونها الحارة مقصد السياح للاستمتاع بمياهها المعدنية الغنية بالعناصر العلاجية. تزخر ولاية بوشر بمعالم حضارية ومنجزات عصرية، وحظيت بتخطيط عمراني حديث، وتضم الكثير من الوزارات الحكومية والمستشفيات التخصصية وسفارات الدول الشقيقة والصديقة ومدينة الإعلام، ودار الأوبرا السلطانية مسقط. وقد أسهمت المراكز التجارية الموجودة بها في تفعيل الحركة الاقتصادية. تدل الآثار وتشير الروايات إلى أن تاريخها يرجع للآلف الثاني قبل الميلاد. ويذكر المؤرخون بأنها شهدت أحداث هامة وشاركت في صنع التاريخ العماني، حيث هزم جيش الحجاج بن يوسف الثقفي في معركة (البلقعين) على يد محاربي الأُزد من العمانيين، وكما يقال وهو الأرجح أن اسم (بوشر) جاء نسبة إلى ما شهدته المنطقة من اضطرابات قديمة، مما دعا تسميتها (أبوشر) لكن حين استقرت الأوضاع تم حذف الهمزة ليصبح اسمها ( بوشر). أما عن اهم المعالم الأثرية في ولاية بوشر فنذكر البيت الكبير أو بيت السيدة ثريا وحصن وقلعة (الفتح) ، وأبراج : الحمام ، صنب ، حارة العوراء، وبرج ورولة وسبلة فلج الشام، وسوق بوشر القديم ومقصورة الخب. وعلى رأس المساجد القديمة يأتي مسجد (النجار) في بلدة بوشر بني عمران، والذي بني في القرن الثالث عشر الهجري إلى جانب 66 مسجداً تنتشر في مختلف مدن وقرى الولاية. ويأتي في مقدمة المساجد الحضارية في سلطنة عمان جامع السلطان قابوس الأكبر، الذي يقع في قلب الولاية والذي بني مؤخراً على نفقة السلطان قابوس ـ طيب الله ثراه ـ . وتعتبر حرفة الزراعة من الحرف الرئيسية لسكان قرى ولاية بوشر، وهي تعتمد على مياه الأفلاج المنحدرة من سفوح الجبال لري المزارع المنتشرة في السهول ويصل عدد الأفلاج إلى حوالي 43 فلجاً تتميز معظمها بالمياه الحارة. وتعد النخيل – بعشرات أنواعها – من أهم الزراعات في قرى الولاية، والتي تزرع فيها الحمضيات وخاصة الليمون بالإضافة إلى الزراعة الفصلية والأعلاف .وإلى جانب الزراعة توجد حرفتا الصيد والرعي وكذلك بعض الصناعات التقليدية مثل صياغة الذهب والفضة والخوصيات .
ولاية السيب لها مكانة تاريخية عريقة في سلطنة عمان، كان حصنها (دما) يشكل أحد الملتقيات الثقافية والأدبية في تاريخها المجيد، وهي مدينة حضارية ذات كثافة سكانية كبيرة في وقتنا الحاضر. تقع ولاية السيب إلى الغرب من ولاية بوشر وتطل على خليج عمان بساحل طولة 50 كيلو متر، وتتكون من24 قرية وبلدة. قديماً ، كانوا يسمونها (دما والسيب) نسبة إلى سيب المياه وتدفقها، وإلى جانب ما بها من آثار تاريخية فهي اليوم (جوهرة العاصمة) لما حظيت به من نهضة عمرانية شاملة – كمثيلاتها خلال الأعوام الماضية . وتضم ولاية السيب معالم تاريخية من بينها: قلعة الخوض، وبيت العود شيد سنه 1303 هـ في قرية الخوض القديمة ، ويوجد بها سور ماجد وسور جما وسور آل حديد ، ويوجد بها مسجد فائقة الذي بني في القرن الثالث الهجري ، وقد برز في السيب عدد من الشخصيات السياسية والعلمية والأدبية. شهدت ولاية السيب تطورًا ملحوظًا في العهد الميمون؛ ففيها يقع مطار مسقط الدولي بوابة عمان على العالم، وجامعة السلطان قابـــوس منـــارة العلـــم والمعرفــة، وعدد من المنشآت الحكومية والمؤسســـات الاقتصاديـــة والصناعيـــة؛ كمنطقة الرسيل الصناعية .
ولاية العامرات كباقي ولايات المحافظة شملتها النهضة العمرانية في العهد الزاهر، وشهدت توسعًا سكانيًّا؛ بفضـل التخطيـــط العصــري والخدمـات المتاحــة، الأمر الذي شجع الكثير من المواطنين للإقامة بها. تقع جنوب ولاية مطرح تتصل من الجنوب الشرقي بولاية قريات ومن الجنوب الغربي بمجرى وادي السرين عند نهاية سيح (الظاهر السدري) ومن الشرق بولاية مسقط عند بلدتي (المزارع ويتي) ومن الغرب بولاية بوشر والتي يفصلها عنها سلسلة جبلية .تنقسم الى ستة قرى رئيسية هي: العامرات، بلدة الحاجر، بلدة جحلوت، بلدة وادي الميح، وادي السرين، مدينة النهضة . وولاية العامرات (عامرة) بواحد وثمانين مسجداً، وفي عهود ماضية كانوا يسمونها (الفتح) وتارة أخرى يسمونها بـ(المتهدمات)، إلا أن عصر النهضة – بما وضعه من شواهد عمرانية وحضارية راقية – أدى إلى تحويل اسم المتهدمات إلى المسمى المناسب لها وهو العامرات. وتضم ولاية العامرات عدداً من المعالم الأثرية والسياحية أهمها: منجم الرصاص، منجم اللاصف، مقطع المغر، بيت الصهاريج، محمية السرين الطبيعية، وادي الميح (اللجام) ، غاز حضضة ، المتعرجات الجبلية (جبل السقيف)، جبل سفح الباب. كما توجد بالولاية 61 فلجاً، وحوالي 57 وادياً وهي تتميز بوجود أشجار النخيل والمانجو والسدر. ومن الحرف التقليدية المعروفة بالولاية: الزراعة، رعي الأغنام، الاحتطاب، أعمال المناجم ومقاطع اللاصف والمقل، ومن الصناعات التقليدية: صناعة الغزل، السعفيات، صياغة الذهب والفضة، صناعة الحلوى العمانية، صناعة الجص والصاروج في أعمال البناء .
إحدى ولايات محافظة مسقط . تحدها من جهة الشمال ولاية مسقط ومن الجنوب الشرقي ولاية صور ومن الجنوب الغربي ولاية دماء والطائيين ومن الشرق بحر عُمان وتبعد عن مدينة مسقط حوالي 94كم . تجمعاتها السكانية حوالي 58 تجمعا منها : قريات وصياء ودغمر وحيل الغاف والمزارع . طبيعة قريات متنوعة وفيها الجبال إلى جانب السهول والوديان والشواطئ ، فمن جبالها : جبل الزعتري (السحتري) والجبل الأسود وجبل رأس أبو داوود ، وتنتشر بها الكهوف الجبلية مختلفة الأحجام. من أوديتها وادي ضيقة، وهو دائم الجريان، وينضم إليه خلال جريانه وادي الطائيين ووادي خبة ، ولقد أقيم على وادي ضيقة أحد أكبر السدود التخزينية في عمان. ويوجد في الولاية مجموعة من العيون المائية منها: عين المسفاة، وعين فلج المبغي، ويوجد بالقرب من شاطئ قريات خور الملح، وبها 117 فلجا، منها 90 فلاجاً حيا، وتشمل جميع أنواع الأفلاج العدّية والعينية والغيلية. يوجد في ولاية قريات العديد من الموارد الطبيعية، إذ تنتشر في جبالها الأشجار البرية، وتنمو في وادي الزعتري شجرة السعتر. وتنتشر بها زراعة النخيل والأمبا (المانجو) والليمون والموز. ومن الحيوانات البرية الموجودة في قريات الغزال العربي الذي يمكن رؤيته في قريتي فنس وبمة. يوجد في قريات قرى أثرية، منها: قرية المسفاة وقرية عباية وقرية المزارع وقرية الفج . وفيها العديد من المعالم التاريخية مثل: قلعة البرج وقلعة الصيرة وقلعة المطلة وقلعة خرموه وقلعة حيل الغاف وقلعة دغمر وقلعة صياء الحدرية وقلعة مال سعيد. ومن الحصون: حصن قريات وحصن الساحل (ويعرف أيضا بحصن الإمام ناصر بن مرشد) وحصن البستان وحصن السيح وحصن المزارع وحصن المعهود وحصن الملك وحصن تعب وحصن حيفظ وحصن حيل القواسم وحصن قريات القديم. ومن الأبراج: برج البومة وبرج الجناة وبرج الجنور وبرج الحجرة وبرج الحلة وبرج الخطامية وبرج الدوية وبرج السنين وبرج السواقم وبرج الصيرة وبرج العارض. تشتهر ولاية قريات بمجموعة من الحرف والصناعات منها: صيد الأسماك وتربية الماشية والجمال والحدادة ودباغة الجلود وصناعة القوارب والدعون وصياغة الذهب والفضة. وفيها من الفنون الموسيقية: الرزحة والعازي والميدان والتقليبة أو الرقص بالعصي، بالإضافة إلى فتون البحر والتيمينة والحول حول والنيروز.
بالرغم من التطور والتقدم الذي حققه المجتمع العماني في كل نواحي الحياة إلا أن الحفاظ على التراث العماني الأصيل شكل ركيزة أساسية للدولة العصرية وملمحا من الملامح المميزة للمجتمع العماني باعتبار أن التراث عنصر أساسي في تشكيل الهوية الوطنية وقد امتد الاهتمام بالتراث العماني إلى العناية بالحرف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. ومن الحرف التقليدية العمانية : صناعة السفن تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري عبر آلاف السنين حيث قامت في أنحاء السلطنة صناعات بحرية متقدمة في ذلك الزمن . وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب باستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك - أو زيت جوز الهند أيضاً - أو زيت السمسم. وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير) وهي طريقة تقليدية متشابهة - في جوهرها - مع مناطق الخليج العربي، وكذلك مناطق البحر الأحمر. وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها بعضها لم يعد مستخدماً الآن في حين ان البعض الآخر لا يزال مستخدماً، وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشاشة، والماشوة). صناعة الحلي والفضيات تعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الإجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات. وتأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح الوطنية التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت من الأوقات. صناعة الحلوى العمانية تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني للكرم والأصالة. ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين. وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان. صناعة الفخاريات كانت هذه الحرفة متطورة إلى حد ما وكان صانعوا الفخار في غاية المهارة بتقنياتهم القديمة التي يستخدمون فيها عجلة بسيطة تعمل بواسطة القدم. لقد كانوا يقومون بتسخين المادة الخام في أفران كبيرة مخصصة لصناعة الطوب ويزودونها بالوقود الذي كان عبارة عن أغصان مقطوعة. لقد كانت بهلا ولفترة طويلة مركزا لصناعة الفخار في عمان وقد تطورت هذه الحرفة اليدوية حديثا بحيث عززت بمواد صينية خاصة. وهناك مراكز أخرى لصناعة الفخار مثل بلاد بني بو حسن وسمائل ومسلمات ومطرح وصحم وصلالة وفي بهلاء حيث يتوفر الطين ذو النوعية الجيدة. صناعة السعفيات جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي. وقد قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مجددا بتجديد هذه الصناعة لكي تبقى ويرى إبداع العماني فيها سواء لمن يحبون استعادة التراث أو المقيمين الذين يعيشون داخل البلاد أو السياح الذين يحبون اقتناء المنتج العماني ويستهدف التجديد الولوج للأسواق الخارجية حيث يتم البحث عن أسواق جديدة لهذه الصناعات مع تجديد وتطوير الآليات المستخدمة في هذه الصناعات لتتواكب وعالم اليوم الذي دخلت عليه الكثير من التطورات التكنولوجية.وغيرها من الحرف التقليدية العمانية كفن النقش على الخشب ، وصناعة البخور ، وغزل النسيج وغيرها.