يتعدى مفهوم الرعاية الاجتماعية المعنى الرعائي الخدمي بمدلوله الضيق ليحتضن مبادئ الإنصاف والاندماج الاجتماعي والمشاركة المجتمعية والتمكين المعرفي والاقتصادي، وذلك من منطلق الإيمان بأن الاستثمار الاجتماعي الموجّه لتنمية رأس المال البشري وتطوير قدراته وطاقاته الكامنة وإمكاناته لا بد أن يسهم في تحقيق مبدأ الاستقلال المعيشي الذي من شأنه أن يمهّد للتحوّل من الاتكالية والانزواء إلى المشاركة والمساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية المجتمعية الشاملة، ولأجل ذلك سعت وزارة التنمية الاجتماعية إلى تطوير برامجها وأنشطتها وخدماتها الموجهة لمختلف شرائح المجتمع، بحيث يكون كل فرد قادرا على استثمار كامل إمكاناته لتحقيق مستوى معيشي ملائم في ظل أسرة متماسكة ومجتمع مزدهر.
ويشمل قطاع الرعاية الاجتماعية مجموعة من البرامج والخدمات المختلفة التي تُقدم للفئات والحالات المحتاجة للرعاية والمساعدة؛ بهدف توفير سبل الحياة الكريمة للحالات التي ترعاها منها الحالات المستفيدة من معاش الضمان الاجتماعي التي بلغ عددها بنهاية عام 2021م (72675) حالة صرف لها مبلغ قدره (109828261) "مائة وتسعة ملايين وثمانمائة وثمانية وعشرون ألفا ومائتان وواحد وستون ريالًا عُمانيا"، كما بلغ إجمالي عدد الأفراد المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعي (129475) فردًا.
وبالنسبة لأفراد أسر الضمان الاجتماعي والأشخاص ذوي الإعاقة أوجدتْ خلال عام 2021م فرص عمل لـ (114) فردًا من أسر الضمان الاجتماعي ومن في حكمها، وفرص عمل لـ (12) فردًا من الأشخاص ذوي الإعاقة.
ويستهدف برنامج «تمكين» الحالات المستفيدة من معاش الضمان الاجتماعي وذوي الدخل المحدود؛ بهدف تحويلها إلى حالات معتمدة على ذاتها، واستثمار قدراتها، وتعزيز مفهوم العمل الذاتي والتقليل من مصاريف الضمان الاجتماعي، فيما يهدف مركز التقييم والتأهيل المهني إلى رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية القابلة حالتهم للتأهيل المهني.
والوزارة تعمل على تقديم برامج اجتماعية مختلفة كخدمات الإرشاد والاستشارات الأسرية للحالات التي تعاني من بعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية؛ بهدف التقليل أو الحد من هذه المشكلات، وإيجاد الحلول المناسبة لها وصولًا إلى استقرار أفضل لحياة الأسرة والحفاظ على كيانها وتماسكها، ورفع كفاءة أفرادها اجتماعيًا واقتصاديًا في ظل المتغيرات والمؤثرات الحياتية المتسارعة.
ويرعى مركز رعاية الطفولة الأطفال الذين حرموا من الرعاية الأسرية الطبيعية بسبب ظروف اجتماعية خاصة، حيث يقدم لهم الرعاية الإيوائية والمعيشية الشاملة، بالإضافة إلى البرامج التربوية والاجتماعية والثقافية والترفيهية والأنشطة الأخرى الخاصة بالطفولة، وقد بلغ عدد الأطفال الملتحقين بالمركز حتى نهاية عام 2021م (98) طفلا، منهم (52) ذكرًا و(46) أنثى، وجرى إنشاء «بيوت إدماج الشباب» للمحرومين من الرعاية الأسرية الطبيعية الذين تجاوزت أعمارهم أربع عشرة سنة من الذكور في الفئة العمرية من (14- 20) عامًا، وعددهم (64) شابًا.
كما تقدم «دور الحضانة» خدمات اجتماعية وتربوية وثقافية للأطفال من سن ستة أشهر إلى ثلاث سنوات ونصف، وبلغ عددها حتى نهاية عام 2021م (320) حضانة، وعدد الأطفال الملتحقين بها (6073) طفلًا منهم (3365 ذكرًا) و(2708 أنثى).
وتقوم وزارة التنمية الاجتماعية بالإشراف على الجمعيات الأهلية والمهنية، وجمعيات المرأة العُمانية، والأندية الاجتماعية للجاليات الأجنبية، كمتابعة أعمال هذه الجمعيات للتأكد من التزامها بأحكام قانون الجمعيات الأهلية والقرارات واللوائح والمنظمة لأعمالها، وقد بلغ عدد جمعيات المرأة العُمانية وفروعها (64) جمعية وفرعا، وبلغ عدد عضواتها (8476) عضوة، فيما بلغ عدد الجمعيات والمؤسسات الخيرية (42) جمعية وعدد أعضائها (4428) عضوًا، فيما بلغ عدد الجمعيات المهنية (39) جمعية وعدد أعضائها (3372) عضوًا، إلى جانب (20) ناديا اجتماعيا للجاليات الأجنبية وبأعضاء بلغ عددهم (2555) عضوًا.
وفي مجال التحوّل الرقمي، أطلقت وزارة التنمية الاجتماعية في مارس 2022م، الحزمة الأولى من مشروع تحوّلها الرقمي، وتشتمل هذه الحزمة على خدمة الضمان الاجتماعي وخدمة المساعدات الاجتماعية، و(20) خدمة فرعية تندرج ضمن هاتين الخدمتين، ويأتي تدشين هذه الحزمة ضمن الخطة الاستراتيجية للتحول الرقمي لوزارة التنمية الاجتماعية؛ لمواكبة توجه سلطنة عُمان في تحسين جودة الخدمات الحكومية وطرق تقديمها وفق ضوابط ومعايير ومراحل زمنية محددة بما يضمن التكامل مع مختلف المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، وقد تم اختيار قطاع الرعاية الاجتماعية ليكون أول القطاعات لكونه يخدم شريحة واسعة من المواطنين، وستسهم هذه الخدمات في تسهيل الإجراءات ورفع كفاءة تقديمها؛ حيث يمكن للمتصفح على مدار اليوم الولوج للبوابة عبر أي جهاز رقمي أكان جهاز حاسب آلي أو جهازا لوحيا أو هاتفا ذكيا، مع ضمان السرية والأمان في الطلب عبر خاصية التصديق الإلكتروني من خلال البطاقة الشخصية أو شريحة الهاتف.