ولاية مصيرة هي جزيرة تقع بالقرب من ساحل عُمان الجنوبي الشرقي وهي أكبر جزر عُمان وتبلغ مساحتها 655كم2 ويبلغ طول سواحلها 145كم2 . ويوجد بها حوالي 49 تجمعاً منها قرية السمر التي توجد بها عين الصفح وقرية مرصيص التي تعد ثاني أكبر قراها من حيث الكثافة السكانية إضافة الى قرية صور مصيرة التي بها أول مطار ترابي عام 1382هـ ( 1963م ) . كما توجد بها الكثير من المواقع الأثرية من أزمان مختلفة تمتد من الألف الثاني قبل الميلاد إالى العصور الإسلامية .
ويوجد في ولاية مصيرة حصن بناه محمد بن خلفان المجعلي من الحجارة والصاروج وبه برجان في الزاوية الشمالية والجنوبية ويوجد في دفيات بالولاية حصن آخر مبني من الجص والحجارة .
كما يوجد بولاية مصيرة عدة أودية منها : وادي بلاد ووادي مريصد ووادي العوينة ووادي عرف ووادي ماضي ووادي مغر ووادي الحامي ووادي راسيا ووادي إيبوتي ووادي القطارة ووادي مويضي ووادي دوه ووادي دفيات ، وعيون مائية منها : عين قطارة وعين وادي بلاد وعين نغت وعين مرصيص وعين الصفح وعين الحمر ، ويشمل سهل جزيرة مصيرة عدداُ من السيوح منها : سيح الرجع وسيح قارن وسيح الحمر وسيح دفيات وسيح السمر وسيح كلبان وسيح الصفر .
تحيط بسواحل جزيرة مصيرة الشعاب المرجانية والتي تعتبر أماكن للأحياء البحرية المتنوعة ، وتوجد في مصيرة أشجار الأثل والسمر والغاف والقرم كما يوجد فيها أنواع من الحيوانات البرية منها الغزلان البرية والحمير البرية والأرانب البرية وأنواع من الزواحف كالحرباء والأفاعي والعظاءات والعقارب .
ومصيرة مكان ملائم لتعشيش السلاحف من فصيلة السلاحف الريمانية التي تقدر بـ30 ألف سلحفاة كما تعشش في شواطئها سلاحف من فصيلة ريدلي الزيتونية وتصل أعدادها سنوياً إلى مائة سلحفاة ويتركز وجودها في الشواطئ الجنوبية الغربية من الجزيرة وتعشش في جزيرة مصيرة أيضاً سلاحف الشرفات والسلاحف الخضراء ومايميز سواحل مصيرة أنها تدخل ضمن مناطق مشاهدة الحيتان والدلافين منها الدلفين الأحدب والحوت الأحدب دو الزعانف البيضاء والدلفين الشائع وحوت برايدز الأستوائي والحوت سبينر كما تضم مياهها أسماك القرش والسرطان والشباص ( الربيان ) وأسماك الشارخة وغيرها وينتشر في جزيرة مصيرة أنواع من الطيور البحرية والساحلية وتصل أنواع الطيور التي تم تسجيلها الى مايقارب 328 نوعا من الطيور منها : طيور النورس والخرشة والخطاف اوطائر المفوص وصائد المحار والكروان وقبرة الماء والنسر المصري والعاسوق والحدأة السوداء والعقاب والقبرة والعزيراء والأبلق والبلوشون .
وتشتهر ولاية مصيرة بالعديد من الحرف والصناعات منها : صيد الأسماك وتربية المواشي والزراعة وصناعة شباك الصيد والنسيج ، كما تتعدد الفنون قيها مثل المسويل وهو من الفنون البحرية والرزحة والتغرود والهمبل ومغايظ والتشح شح وهو من الفنون النسائية.
بالرغم من التطور والتقدم الذي حققه المجتمع العماني في كل نواحي الحياة إلا أن الحفاظ على التراث العماني الأصيل شكل ركيزة أساسية للدولة العصرية وملمحا من الملامح المميزة للمجتمع العماني باعتبار أن التراث عنصر أساسي في تشكيل الهوية الوطنية وقد امتد الاهتمام بالتراث العماني إلى العناية بالحرف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. ومن الحرف التقليدية العمانية : صناعة السفن تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري عبر آلاف السنين حيث قامت في أنحاء السلطنة صناعات بحرية متقدمة في ذلك الزمن . وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب باستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك - أو زيت جوز الهند أيضاً - أو زيت السمسم. وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير) وهي طريقة تقليدية متشابهة - في جوهرها - مع مناطق الخليج العربي، وكذلك مناطق البحر الأحمر. وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها بعضها لم يعد مستخدماً الآن في حين ان البعض الآخر لا يزال مستخدماً، وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشاشة، والماشوة). صناعة الحلي والفضيات تعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الإجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات. وتأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح الوطنية التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت من الأوقات. صناعة الحلوى العمانية تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني للكرم والأصالة. ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين. وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان. صناعة الفخاريات كانت هذه الحرفة متطورة إلى حد ما وكان صانعوا الفخار في غاية المهارة بتقنياتهم القديمة التي يستخدمون فيها عجلة بسيطة تعمل بواسطة القدم. لقد كانوا يقومون بتسخين المادة الخام في أفران كبيرة مخصصة لصناعة الطوب ويزودونها بالوقود الذي كان عبارة عن أغصان مقطوعة. لقد كانت بهلا ولفترة طويلة مركزا لصناعة الفخار في عمان وقد تطورت هذه الحرفة اليدوية حديثا بحيث عززت بمواد صينية خاصة. وهناك مراكز أخرى لصناعة الفخار مثل بلاد بني بو حسن وسمائل ومسلمات ومطرح وصحم وصلالة وفي بهلاء حيث يتوفر الطين ذو النوعية الجيدة. صناعة السعفيات جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي. وقد قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مجددا بتجديد هذه الصناعة لكي تبقى ويرى إبداع العماني فيها سواء لمن يحبون استعادة التراث أو المقيمين الذين يعيشون داخل البلاد أو السياح الذين يحبون اقتناء المنتج العماني ويستهدف التجديد الولوج للأسواق الخارجية حيث يتم البحث عن أسواق جديدة لهذه الصناعات مع تجديد وتطوير الآليات المستخدمة في هذه الصناعات لتتواكب وعالم اليوم الذي دخلت عليه الكثير من التطورات التكنولوجية.وغيرها من الحرف التقليدية العمانية كفن النقش على الخشب ، وصناعة البخور ، وغزل النسيج وغيرها.