ولاية إبراء إحدى ولايات محافظة شمال الشرقية تحدها من جهتي الشمال والشرق ولاية المضيبي ومن جهة الجنوب ولاية القابل ومن جهة الشرق ولاية دماء والطائيين وتبعد عن عاصمة مسقط حوالي 180 كم وهي المركز الإداري بشمال الشرقية وأتخذت من مسجد العقبة شعاراً لها .
تجمعاتها السكانية حوالي 65 تجمعاً منها : إبراء والنصيب والثابتي واليحمدي. تغطى أرض الولاية صخور الأفيولايت وصخور رسوبية تحتوي على معادن متنوعة ، وتتنوع طبيعتها بين الصحراء والجبال والكثبان الرملية والأودية والعيون المائية ، فمن جبالها جبل الناصري ، ومن أوديتها : وادي البطحاء ، ووادي نام الذي يحتوي على تربة اللاتريت بكميات كبيرة ، ووادي إبراء الذي يجتمع فيه عدد من الأودية هي : وادي قفيفة ووادي المزروع ووادي المليح ووادي وريد ، ومن عيونها المائية : عين أبو صالح وعين الضبيان وعين شبيهات وعين المليح وعين الخب ، كما يوجد في الولاية كهوف مثل : كهف جرف رجيب وكهف الخيبان.
توجد في إبراء نباتات جبلية وبرية كثيرة ، كالسدر والسمر والغاف والقرط والسوقم والعرش والجعدة والشكاع والظفرة والصقل ، وتشتهر بأصناف معينة من النخيل ، مثل نخلة رأس الضيضو ، ومن حيواناتها البرية : الأرانب والغزلان ، ومن طيورها القطا.
تضم إبراء العديد من المواقع التاريخية ، مثل : قلعة الظاهر وحصن الشباك وحصن فريفر وحصن الدغشة وحصن العين وحصن القرين وبرج القطبي وبرج الناصري وبرج صنعاء وبرج المنصور وبرج القلعة وبرج النطالة وبرج الصفح وبرج القرون وسور حارة المنزفة وسور حارة القناطر وسور العلاية وسور صحار وسور السياح وبيت المجدرة وبيت اليحمدي وبيت القاسمي.
من مواقعها الأثرية حارة المنزفة التي تحتوي على مبان قديمة ونقوش وزخارف،وموقع الجبيلة الذي عُثرفيه على مقابر دائرية ومواقع أثرية لاستخراج النحاس . كما أكتشفت مواقع أثرية في أوديتها ، مثل : وادي إبراء ووادي البطحاء ووادي الأثلي ، التي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد.
يوجد بالولاية أيضا أسواق قديمة مندثرة ، منها : سوق الإمام عزان بن قيس (حكم: 1285-1287هـ/1868-1871م) وسوق حارة القناطر وسوق اليحمدي، وتشتهر أيضا بسوق الأربعاء ، وهي أسبوعية خاصة بالنساء . ومن أشهر مساجدها الأثرية مسجد الإمام عزان بن تميم (حكم:277-280هـ/890-893م).
يزاول سكان ولاية إبراء الأنشطة الاقتصادية ،مثل : الزراعة والتجارة والحدادة والنجار والرعي، إضافة إلى الصناعات الحرفية ، مثل : صناعة النسيج والسعفيات والجلديات، وصناعة الفضيات مثل : الخناجر والحلي، وصناعة أدوات البناء ، والصناعات المعدنية ، وصناعة قصب السكر.
من الفنون الموسيقية التي يمارسها سكانها : الرزحة والعازي والمهبل والقصافية والتشح شح والتغرود والطارق والونة والميدان والزار والحادي. ويعتمد مزارعوها على الأفلاج في ري مزروعاتهم ؛ إذ يوجد بها حوالي 54 فلجاً ، منها 31 فلجاً حياَ.
بالرغم من التطور والتقدم الذي حققه المجتمع العماني في كل نواحي الحياة إلا أن الحفاظ على التراث العماني الأصيل شكل ركيزة أساسية للدولة العصرية وملمحا من الملامح المميزة للمجتمع العماني باعتبار أن التراث عنصر أساسي في تشكيل الهوية الوطنية وقد امتد الاهتمام بالتراث العماني إلى العناية بالحرف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. ومن الحرف التقليدية العمانية : صناعة السفن تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري عبر آلاف السنين حيث قامت في أنحاء السلطنة صناعات بحرية متقدمة في ذلك الزمن . وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب باستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك - أو زيت جوز الهند أيضاً - أو زيت السمسم. وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير) وهي طريقة تقليدية متشابهة - في جوهرها - مع مناطق الخليج العربي، وكذلك مناطق البحر الأحمر. وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها بعضها لم يعد مستخدماً الآن في حين ان البعض الآخر لا يزال مستخدماً، وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشاشة، والماشوة). صناعة الحلي والفضيات تعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الإجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات. وتأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح الوطنية التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت من الأوقات. صناعة الحلوى العمانية تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني للكرم والأصالة. ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين. وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان. صناعة الفخاريات كانت هذه الحرفة متطورة إلى حد ما وكان صانعوا الفخار في غاية المهارة بتقنياتهم القديمة التي يستخدمون فيها عجلة بسيطة تعمل بواسطة القدم. لقد كانوا يقومون بتسخين المادة الخام في أفران كبيرة مخصصة لصناعة الطوب ويزودونها بالوقود الذي كان عبارة عن أغصان مقطوعة. لقد كانت بهلا ولفترة طويلة مركزا لصناعة الفخار في عمان وقد تطورت هذه الحرفة اليدوية حديثا بحيث عززت بمواد صينية خاصة. وهناك مراكز أخرى لصناعة الفخار مثل بلاد بني بو حسن وسمائل ومسلمات ومطرح وصحم وصلالة وفي بهلاء حيث يتوفر الطين ذو النوعية الجيدة. صناعة السعفيات جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي. وقد قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مجددا بتجديد هذه الصناعة لكي تبقى ويرى إبداع العماني فيها سواء لمن يحبون استعادة التراث أو المقيمين الذين يعيشون داخل البلاد أو السياح الذين يحبون اقتناء المنتج العماني ويستهدف التجديد الولوج للأسواق الخارجية حيث يتم البحث عن أسواق جديدة لهذه الصناعات مع تجديد وتطوير الآليات المستخدمة في هذه الصناعات لتتواكب وعالم اليوم الذي دخلت عليه الكثير من التطورات التكنولوجية.وغيرها من الحرف التقليدية العمانية كفن النقش على الخشب ، وصناعة البخور ، وغزل النسيج وغيرها.