ولاية الرستاق إحدى ولايات محافظة جنوب الباطنة . تقع في منتصف الجانب الشمالي من سلسلة جبال الحجر الغربي على سفح الجبل الأخضر من الجهة الشمالية . تحدها من الشمال ولاية المصنعة ، ومن الجنوب رولايتا نزوى والحمراء ، ومن الشرق ولايتا العوابي ونخل ، أما من الغرب فتحدها ولاية عبري. تقع الرستاق على ارتفاع يصل إلى حوالي 244م عن سطح البحر ، وتبعد عن العاصمة مسقط حوالي 160 كم . ولاية الرستاق المركز الإقليمي لجنوب الباطنة ، واتخذت قلعة الرستاق وعين الكسفة شعاراً لها.تجمعاتها السكانية حوالي 245 تجمعا منها :" الرستاق والغشب والوشيل والحوقين والحزم وجماء ، وتتبعها نيابتان هما : الحوقين ووادي بني هني.
تحيط بها سلسلة جبال الحجر الغربي من ثلاث جهات ، منها : جبل طلع وجبل المارات وجبل ضوي وجبل شمس والجبل الأخضر. ولاية الرستاق سهل منبسط قليل الانحدار ، بدايته مغطاة بالحصى والرمل الخشن ، ونهايته مغطاة بالرمل الناعم . وتحتوى صخور ولاية الرستاق على معادن ، منها : النفط والغاز الطبيعي والكروم والنحاس والذهب والفضة ، وأغلب هذه المعادن موجودة في صخور الأفيولايت . ومن المواقع الجيولوجية المهمة في الولاية وادي السحتن ووادي بني عوف.
تتميز ولاية الرستاق بطبيعة متنوعة ؛ فإضافة إلى الجبال التي تحيط بها تحتوي أيضا على السهول والأودية والعيون المائية والكهوف الجبلية . ومن الأودية التي تقطع سطحها : وادي بني غافر الذي يعد أطول أوديتها ؛ إذ يبلغ طول مجراه حوالي 60 كم ، ووادي الحوقين الذي يمتد طوله إلى حوالي 37 كم ، وهو وادٍ دائم الجريان في أحباسه العليا ، وتنحدر منه شلالات ، ووادي سحتن الذي يبلغ طوله حوالي 43كم / ووادي بني عوف الذي ينحدر من قرية بلد سيت على سفوح الجبل الأخضر ، ويمتد مجراه حوالي 26كم ، وفيها أودية أخرى ، مثل : وادي بني هني ووادي الحيملي ووداي حاجر بني عمر . أما العيون المائية فيها فهي : عين الكسفة ؛ ومياها حارة معدنية دائمة الجريان ، وعين الحويت وعين الخضراء وعين الزرقاء وعين شرجة وعين عقد النزوح وعين حمحم وعين الصائغي . وتنتشر في جبالها حوالي 129كهفا ، منها كهف السنقحة في الحوقين.
يعتمد سكان ولاية الرستاق على الأفلاج ، ويوجد بها أنواع أفلاج عُمان الثلاثة ؛ العدية والعينية والغيلية . ويبلغ عددها 294 فلجاً ، منها : 281 فلجاً حياً. وأشهر أفلاج الولاية الميسر الذي ضم إلى قائمة التراث العالمي عام 2006م.
تنتشر على سطحها النباتات والأعشاب البرية ، مثل : السدر والسمر والغاف ، وتوجد بها أشجار البوت ، ويزرع بها القمح . كما تعيش بها حيوانات برية ، منها : النمس والخفاش البلزي والخفاش فأري الذيل المسقطي .
بالرغم من التطور والتقدم الذي حققه المجتمع العماني في كل نواحي الحياة إلا أن الحفاظ على التراث العماني الأصيل شكل ركيزة أساسية للدولة العصرية وملمحا من الملامح المميزة للمجتمع العماني باعتبار أن التراث عنصر أساسي في تشكيل الهوية الوطنية وقد امتد الاهتمام بالتراث العماني إلى العناية بالحرف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. ومن الحرف التقليدية العمانية : صناعة السفن تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري عبر آلاف السنين حيث قامت في أنحاء السلطنة صناعات بحرية متقدمة في ذلك الزمن . وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب باستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك - أو زيت جوز الهند أيضاً - أو زيت السمسم. وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير) وهي طريقة تقليدية متشابهة - في جوهرها - مع مناطق الخليج العربي، وكذلك مناطق البحر الأحمر. وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها بعضها لم يعد مستخدماً الآن في حين ان البعض الآخر لا يزال مستخدماً، وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشاشة، والماشوة). صناعة الحلي والفضيات تعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الإجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات. وتأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح الوطنية التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت من الأوقات. صناعة الحلوى العمانية تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني للكرم والأصالة. ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين. وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان. صناعة الفخاريات كانت هذه الحرفة متطورة إلى حد ما وكان صانعوا الفخار في غاية المهارة بتقنياتهم القديمة التي يستخدمون فيها عجلة بسيطة تعمل بواسطة القدم. لقد كانوا يقومون بتسخين المادة الخام في أفران كبيرة مخصصة لصناعة الطوب ويزودونها بالوقود الذي كان عبارة عن أغصان مقطوعة. لقد كانت بهلا ولفترة طويلة مركزا لصناعة الفخار في عمان وقد تطورت هذه الحرفة اليدوية حديثا بحيث عززت بمواد صينية خاصة. وهناك مراكز أخرى لصناعة الفخار مثل بلاد بني بو حسن وسمائل ومسلمات ومطرح وصحم وصلالة وفي بهلاء حيث يتوفر الطين ذو النوعية الجيدة. صناعة السعفيات جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي. وقد قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مجددا بتجديد هذه الصناعة لكي تبقى ويرى إبداع العماني فيها سواء لمن يحبون استعادة التراث أو المقيمين الذين يعيشون داخل البلاد أو السياح الذين يحبون اقتناء المنتج العماني ويستهدف التجديد الولوج للأسواق الخارجية حيث يتم البحث عن أسواق جديدة لهذه الصناعات مع تجديد وتطوير الآليات المستخدمة في هذه الصناعات لتتواكب وعالم اليوم الذي دخلت عليه الكثير من التطورات التكنولوجية.وغيرها من الحرف التقليدية العمانية كفن النقش على الخشب ، وصناعة البخور ، وغزل النسيج وغيرها.