إحدى ولايات محافظة مسقط. تطل من الشمال على بحر عمان ومن الجنوب تحدها الجبال ومن الشرق ولاية مطرح ومن الغرب ولاية السيب .
تتخذ موقعها بين البحر والجبل، إلى الجنوب الغربي لولاية مطرح، وتضم حوالي 43 مدينة وقرية، أهمها : بلدة بوشر – الخوير – مدينة السلطان قابوس – الغبرة – العذيبة – غلا – مرتفعات مدينة الإعلام – الصاروج – الأنصب – الحمام – العوابي – المسفاة .
تشتهر ولاية بوشر بشواطئ جميلة وحدائق غناء تسقيها أفلاج خصبة، فيما تشكل عيونها الحارة مقصد السياح للاستمتاع بمياهها المعدنية الغنية بالعناصر العلاجية.
تزخر ولاية بوشر بمعالم حضارية ومنجزات عصرية، وحظيت بتخطيط عمراني حديث، وتضم الكثير من الوزارات الحكومية والمستشفيات التخصصية وسفارات الدول الشقيقة والصديقة ومدينة الإعلام، ودار الأوبرا السلطانية مسقط. وقد أسهمت المراكز التجارية الموجودة بها في تفعيل الحركة الاقتصادية.
تدل الآثار وتشير الروايات إلى أن تاريخها يرجع للآلف الثاني قبل الميلاد. ويذكر المؤرخون بأنها شهدت أحداث هامة وشاركت في صنع التاريخ العماني، حيث هزم جيش الحجاج بن يوسف الثقفي في معركة (البلقعين) على يد محاربي الأُزد من العمانيين، وكما يقال وهو الأرجح أن اسم (بوشر) جاء نسبة إلى ما شهدته المنطقة من اضطرابات قديمة، مما دعا تسميتها (أبوشر) لكن حين استقرت الأوضاع تم حذف الهمزة ليصبح اسمها ( بوشر).
أما عن اهم المعالم الأثرية في ولاية بوشر فنذكر البيت الكبير أو بيت السيدة ثريا وحصن وقلعة (الفتح) ، وأبراج : الحمام ، صنب ، حارة العوراء، وبرج ورولة وسبلة فلج الشام، وسوق بوشر القديم ومقصورة الخب. وعلى رأس المساجد القديمة يأتي مسجد (النجار) في بلدة بوشر بني عمران، والذي بني في القرن الثالث عشر الهجري إلى جانب 66 مسجداً تنتشر في مختلف مدن وقرى الولاية. ويأتي في مقدمة المساجد الحضارية في سلطنة عمان جامع السلطان قابوس الأكبر، الذي يقع في قلب الولاية والذي بني مؤخراً على نفقة السلطان قابوس ـ طيب الله ثراه ـ .
وتعتبر حرفة الزراعة من الحرف الرئيسية لسكان قرى ولاية بوشر، وهي تعتمد على مياه الأفلاج المنحدرة من سفوح الجبال لري المزارع المنتشرة في السهول ويصل عدد الأفلاج إلى حوالي 43 فلجاً تتميز معظمها بالمياه الحارة. وتعد النخيل – بعشرات أنواعها – من أهم الزراعات في قرى الولاية، والتي تزرع فيها الحمضيات وخاصة الليمون بالإضافة إلى الزراعة الفصلية والأعلاف .وإلى جانب الزراعة توجد حرفتا الصيد والرعي وكذلك بعض الصناعات التقليدية مثل صياغة الذهب والفضة والخوصيات .
بالرغم من التطور والتقدم الذي حققه المجتمع العماني في كل نواحي الحياة إلا أن الحفاظ على التراث العماني الأصيل شكل ركيزة أساسية للدولة العصرية وملمحا من الملامح المميزة للمجتمع العماني باعتبار أن التراث عنصر أساسي في تشكيل الهوية الوطنية وقد امتد الاهتمام بالتراث العماني إلى العناية بالحرف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. ومن الحرف التقليدية العمانية : صناعة السفن تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري عبر آلاف السنين حيث قامت في أنحاء السلطنة صناعات بحرية متقدمة في ذلك الزمن . وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب باستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك - أو زيت جوز الهند أيضاً - أو زيت السمسم. وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير) وهي طريقة تقليدية متشابهة - في جوهرها - مع مناطق الخليج العربي، وكذلك مناطق البحر الأحمر. وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها بعضها لم يعد مستخدماً الآن في حين ان البعض الآخر لا يزال مستخدماً، وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشاشة، والماشوة). صناعة الحلي والفضيات تعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الإجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات. وتأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح الوطنية التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت من الأوقات. صناعة الحلوى العمانية تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني للكرم والأصالة. ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين. وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان. صناعة الفخاريات كانت هذه الحرفة متطورة إلى حد ما وكان صانعوا الفخار في غاية المهارة بتقنياتهم القديمة التي يستخدمون فيها عجلة بسيطة تعمل بواسطة القدم. لقد كانوا يقومون بتسخين المادة الخام في أفران كبيرة مخصصة لصناعة الطوب ويزودونها بالوقود الذي كان عبارة عن أغصان مقطوعة. لقد كانت بهلا ولفترة طويلة مركزا لصناعة الفخار في عمان وقد تطورت هذه الحرفة اليدوية حديثا بحيث عززت بمواد صينية خاصة. وهناك مراكز أخرى لصناعة الفخار مثل بلاد بني بو حسن وسمائل ومسلمات ومطرح وصحم وصلالة وفي بهلاء حيث يتوفر الطين ذو النوعية الجيدة. صناعة السعفيات جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي. وقد قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مجددا بتجديد هذه الصناعة لكي تبقى ويرى إبداع العماني فيها سواء لمن يحبون استعادة التراث أو المقيمين الذين يعيشون داخل البلاد أو السياح الذين يحبون اقتناء المنتج العماني ويستهدف التجديد الولوج للأسواق الخارجية حيث يتم البحث عن أسواق جديدة لهذه الصناعات مع تجديد وتطوير الآليات المستخدمة في هذه الصناعات لتتواكب وعالم اليوم الذي دخلت عليه الكثير من التطورات التكنولوجية.وغيرها من الحرف التقليدية العمانية كفن النقش على الخشب ، وصناعة البخور ، وغزل النسيج وغيرها.