المعالم التراثية والتاريخية
بالرغم من التطور والتقدم الذي حققه المجتمع العماني في كل نواحي الحياة إلا أن الحفاظ على التراث العماني الأصيل شكل ركيزة أساسية للدولة العصرية وملمحا من الملامح المميزة للمجتمع العماني باعتبار أن التراث عنصر أساسي في تشكيل الهوية الوطنية وقد امتد الاهتمام بالتراث العماني إلى العناية بالحرف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. ومن الحرف التقليدية العمانية : صناعة السفن تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري عبر آلاف السنين حيث قامت في أنحاء السلطنة صناعات بحرية متقدمة في ذلك الزمن . وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب باستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك - أو زيت جوز الهند أيضاً - أو زيت السمسم. وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير) وهي طريقة تقليدية متشابهة - في جوهرها - مع مناطق الخليج العربي، وكذلك مناطق البحر الأحمر. وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها بعضها لم يعد مستخدماً الآن في حين ان البعض الآخر لا يزال مستخدماً، وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشاشة، والماشوة). صناعة الحلي والفضيات تعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقان حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الإجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات. وتأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح الوطنية التراثية والحضارية لأهل عمان وهي تحمل مدلولات جغرافية وأبعادا ورموزا ثقافية وتاريخية لـعمان كمنطقة عاشت ظروفها وحقبها التاريخية الصعبة في وقت من الأوقات. صناعة الحلوى العمانية تحظى الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد، حيث تعرف بأنها رمز عماني للكرم والأصالة. ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين. وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب، خاصة ذلك المستخرج من أشجار (السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان. صناعة الفخاريات كانت هذه الحرفة متطورة إلى حد ما وكان صانعوا الفخار في غاية المهارة بتقنياتهم القديمة التي يستخدمون فيها عجلة بسيطة تعمل بواسطة القدم. لقد كانوا يقومون بتسخين المادة الخام في أفران كبيرة مخصصة لصناعة الطوب ويزودونها بالوقود الذي كان عبارة عن أغصان مقطوعة. لقد كانت بهلا ولفترة طويلة مركزا لصناعة الفخار في عمان وقد تطورت هذه الحرفة اليدوية حديثا بحيث عززت بمواد صينية خاصة. وهناك مراكز أخرى لصناعة الفخار مثل بلاد بني بو حسن وسمائل ومسلمات ومطرح وصحم وصلالة وفي بهلاء حيث يتوفر الطين ذو النوعية الجيدة. صناعة السعفيات جاءت هذه الصناعة نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل التي استفاد الحرفي العماني من خاماتها الطبيعية في إبداع الكثير من الصناعات المحلية التي اعتمد عليها العماني قديما كالبساط " السمة " والسلة " الزبيل" وغيرها من أدوات الاستخدام اليومي. وقد قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مجددا بتجديد هذه الصناعة لكي تبقى ويرى إبداع العماني فيها سواء لمن يحبون استعادة التراث أو المقيمين الذين يعيشون داخل البلاد أو السياح الذين يحبون اقتناء المنتج العماني ويستهدف التجديد الولوج للأسواق الخارجية حيث يتم البحث عن أسواق جديدة لهذه الصناعات مع تجديد وتطوير الآليات المستخدمة في هذه الصناعات لتتواكب وعالم اليوم الذي دخلت عليه الكثير من التطورات التكنولوجية.وغيرها من الحرف التقليدية العمانية كفن النقش على الخشب ، وصناعة البخور ، وغزل النسيج وغيرها.
تتميز سلطنة عمان بتنوع الأزياء التراثية وثرائها وجمال ألوانها وأشكالها وهي تمثل عراقة المجتمع وأصالته وحضارته وانماط حياته. ويحافظ الإنسان العماني الرجل والمرأة والطفل على ارتداء تلك الملابس ويفتخر بها، وهذا ما يلحظه الزائر للسلطنة من مظاهر المحافظة والاعتزاز بالتراث العُماني التي تتمثل في الأزياء العمانية وما تتسم به من الأناقة والبساطة في آن واحد. الأزياء الرجالية: تتصف هذه الأزياء بالبساطة والتكيف مع البيئة المحيطة، وهي عبارة عن ثوب طويل (دشداشة) ذات عنق مستدير يحيط بها شريط رفيع قد يختلف لونه عن لون الدشداشة، وتتدلى على الصدر (الفراخة أو الكركوشة) التي عادة ما تضمح بالعطور والبخور، وتطرز أطراف وعرى الدشداشة بشريط من نفس اللون. أما لباس الرأس فهو العمامة ذات الألوان المتعددة، والكمة وهي طاقية مطرزة باليد بأشكال وزخارف جميلة، ويتزين الرجال بالخنجر العماني المطرز والمصنوع من الفضة الخالصة، وأحياناً يلف الشال حول الوسط فوق حزام الخنجر وهو من نفس نوع ولون العمامة، ويكتمل الزي بلبس البشت فوق الدشداشة وهو عباءة رجالية مطرزة الأكمام والأطراف. الخنجرالعماني : يعد الخنجر إحدى سمات الشخصية العمانية، وقد تميز الرجل العماني بهذا المظهر الذي يعتبر من أهم مفردات الأناقة الذكورية، وهو يصنع من الفضة الخالصة التي كانت تستخلص من صهر النقود الفضية المتداولة قديماً بعد فصل الحديد منها، وهي عملية دقيقة قد تستغرق أكثر من شهر، غير أن الوقت الأكبر كانت تستغرقه عملية النقش على صفائح الفضة. وهناك طريقتان لنقش الخنجر هما: النقش بالقلع: ويستخدم مسماراً دقيقاً لنقش الصفيحة الفضية حيث يتطلب صبراً ومهارة لتظهر النقوش كعمل فني متقن. نقش التكاسير: وهو الطريقة الثانية وفيها يستخدم الصائغ خيوط الفضة في تزيين الخنجر وهذه من الأمور المستحدثة في صياغة الخنجر. وتتعدد أنواع الخناجر فهناك النزواني الذي يتميز بكبر الحجــم مقارنـــــة بالصوري الذي تغرز في قرنه مسامير صغيرة على شكل نجمة أو متوازي أضلاع، وهناك أيضاً الخنجر السعيدي التي تنسب الى العائلة المالكة، والخنجر الصحاري وغيرها، والاختلاف يأتي من حجم وشكل الخنجر ونوع المعدن الذي يصنع منه أو يطلى به. والخناجر على اختلاف أنواعها تحمل سمات مشتركة وتتكون من الأجزاء التالية: القرن (المقبض): ويختلف من منطقة الى أخرى واغلى المقابض ثمناً تلك المصنوعة من قرن الزراف أو الخرتيت، أما الصندل والرخام فهي من الخامات البديلة لصناعة المقبض. النصلة (شفرة الخنجر): وتختلف من ناحية القوة والجودة وتعد من محددات قيمة وأهمية الخنجر. الصدر (أعلى الغمد): وهذا الجزء عادة ما يكون مزخرفاً بنقوش فضية دقيقة. القطاعة (الغمد): وهو الجزء الأكثر جاذبية في الخنجر، ويكون مطعماً بخيوط فضية. وتكمن قيمة الخنجر في القرن والنصلة، فالقطاعة والصدر، ومن ثم الطوق (أسفل المقبض). والخنجر من الملامح العمانية التي تستمر المحافظة عليها، فيندر مشاهدة رجل عماني لا يتمنطق خنجراً في حفل رسمي، ولا سيما لدى الوجهاء والأعيان وفي المناسبات الوطنية والخاصة كعقد القران والزفاف والتكريم وغيرها. وإن كان الخنجر قديماً يحمل أساساً للدفاع عن النفس، فإنه حالياً يعد من إكسسوارات الأناقة ولوازم الوجاهة التي لا يستغنى عنها فالعماني يحرص على اقتنائها أو إهدائها كتحفة فنية رائعة. الكمّة : تسمى أيضا طاقية ، غطاء تقليدي للرأس . تلبس على الرأس وهي أسطوانية الشكل ومطرزة ومخاطة بخيوط قطنية أو حريرية، يلبسها الرجال والأطفال الذكور، وتعد من مكملات الزي العُماني، تتفاوت الكمة في مقاساتها وأحجامها بحسب محيط رأس لابسها، وتتعدد ألوانها بحسب ذوقه. ويوجد نوعان من طرق تطريز الكمة هما : نصف نجم ونجم كامل. تصنع الكمة بخياطتها يدويا بالإبرة غالبًا، وتتكون من قطعتين: قطعة علوية تسمى القاعة، والقطعة الأخرى التي تطوقها تسمى الدور. تقوم خيّاطة الكمة برسم الرسومات والزخارف المطلوبة على قطع القماش البيضاء، ثم تُصنع ثقوب صغيرة تحدد خطوط الزخرفة، ويبدأ بعدها التتريس ( إدخال الخيوط القطنية من حول الرسومات لإكساب الكمة القوام المطلوب) بإبرة خاصة، ثم يبدأ التنجيم بصنع ثقوب صغيرة وخياطة الأشكال والرسومات وتطريزها بخيوط ملونة من خلال الثقوب، ومرحلة التنجيم هي أطول مرحلة في خياطة الكمة، التي قد تستغرق شهرًا أو أكثر، ويعتمد ذلك على عدد ساعات العمل، وعلى كثرة النقوش والزخارف، وفي النهاية يتم تثبيت قطعتي الكمة لتكون جاهزة للبس. وردت الكمة في الأقوال العُمانية المأثورة كما في قولهم: 1 - ناس فهِمّه.. وسيفوه يغلي الكمة : وسيفوه تصغير سيف اسم شخص، ويضرب هذا القول فيمن يتسم باللامبالاة وعدم إيلاء الأمور أهمية، بينما يكون الآخرون مهتمون بأمر معين، وسيفوه هذا يلعب بكمته غير مبال بما يجري حوله. 2 - كمة هذا على راس هذا : يضرب للدلالة على خلط الأمور، كمن يبادل كمته بكمة شخص آخر. 3 - راسين فقحفيّه ما يستوي : وقحفية من أسماء الكمة. وفي هذا القول إشارة إلى عدم توافق اثنين على إدارة أمر واحد، كرأسين لا يستويان في كمة واحدة. الأزياء النسائية: تتعدد أنواع الأزياء النسائية بحسب المناطق العمانية، إلا أنها إجمالاً تتكون من ثلاث قطع أساسية: * حجاب الرأس (لحاف - وقايه - ليسو - فتقه)، وتتفنن النساء في تزيينه بالنقوش عن طريق (الترتر والخرز الملون)، وقد يضاف إليه عند الأطراف ما يعرف (بالحضية أو الشلاشل) وهي عبارة عن خيوط ملونة بثلاثة أو أربعة ألوان. * القطعة الثانية: الثوب أو الدشداشة أو الكندورة، وتتكون من (الردون، وهي الأكمام المطرزة يدوياً بالسيم والغولي)، إضافة الى الخرز والترتر بتشكيلات مختلفة، أما الشق الذي يتوسط الصدر فتستخدم في تطريزه (السفة والسنجاف) وهي أنواع من النقوش الجاهزة، وعادة ما تكون باللون الأحمر والبنفسجي. ام الثوب الظفاري فيعرف (بأبو ذيل) فهو طويل جداً من الخلف لدرجة أنه يحمل أو يجر على الأرض خلف المرأة، وعادة يطرز بتطريزات لامعة. * والقطعة الثالثة: السروال، وهو يكون واسعاً من أعلى وضيق من القدمين مع تنوع في النقش والتطريز بحسب المناطق.